حسان والحوينى لم يتراجعا ولم يعتذرا وكلامهما الأخير سلاح ذو حدين.. يريدون مجتمعا بديلا يكونون فيه العلماء والإخوان الأمراء
15 فبراير 2020
شيوخ السلفيين يعيشون فى بيوتهم أحسن عيشة ويحرمون على الناس حياتهم.. وعمرو خالد والتبليغ والدعوة هم أول الطريق إلى داعش
أسامة القوصى هو صاحب أول انقلاب حقيقى داخل الحالة السلفية المصرية، أول من تمرد عليهم، شق صفوفهم، واجههم بتكفيرهم، وعدم واقعية طرحهم، وأنهم يخرجون الناس من الدين، ويذهبون بهم إلى أحد طرفى النقيض إما الإلحاد أو «الدعشنة»، كل هذا كان نتيجة لتجربة ذاتية، وسنوات طويلة من التنقل بين المرجعيات السلفية، إلى أن وصل الآن لحالة من الاتساق مع الذات، والصدق مع النفس، تجعله يستطيع أن يحكم بأريحية شديدة على ما سمى بتراجعات من يسموا بـ«شيوخ السلفيين».. وإلى نص الحوار:
ما رأيك فى التراجعات الأخيرة التى صدرت عن الدعاة السلفيين محمد حسان وأبوإسحق الحوينى؟
الطلاب الصغار لا ينبغى أن يندفعوا بدون علم، لذا فأنا أعتبر أن هذه المقاطع هى سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من أنها تظهر اعترافهم بأخطاء علمية، لكنها أيضا تظهرهم بصورة الإمام الناضج الذى يتكلم عن ماضيه السابق.
فى هذه المقاطع لم يبد أحد منهم الندم أو التراجع و الاعتذار، المسألة كلها أنه يريد أن يقارن نفسه الآن بوضعه عندما كان صغيرا مندفعا بطيش الشباب، رغم أنهم ضلوا وأضلوا، والمفترض أننى إذا تسببت فى إضرار الآخرين، وتبين لى أننى كنت على خطأ، فلا بد أن أعلن هذا من باب الدين نصيحة، ولا بد أن أقول إن هذه الفتوى بالتفصيل، أخطأت فيها، وأبين مواضع الخطأ وأصححه، فليس خطأ من تصدر لتعليم الناس كخطأ باقى الناس، فلا بد من البيان المفصل، الله عز وجل يقول فى كتابه: «إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا».
ووجوب الصدام يورث الكراهية تحت عنوان الحب فى الله والكره فى الله، أنا مثلا كنت أكفر أبى وأمى ولا ألقى عليهما السلام بسبب هذا الفكر.
الاختلاف بين هؤلاء والإخوان فقط فى توقيت المواجهة، فكلاهما يؤمن بأنه لا بد من مواجهة قتالية فى يوم من الأيام، لكن عند السلفيين أوانها لم يأت بعد، أما الإخوان فيروا أن الآن هو وقت المواجهة، وفى هذه الحالة فإن من يرى أن الأوان لم يأت بعد، يكتفى بالتشجيع عن بعد، وقد رأينا من قبل كلام البلتاجى عندما قال إن هذا الذى يحدث فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها محمد مرسى إلى السلطة.
متى قررت أن تبتعد عن طريقهم؟
عام 1996 كان فاصلا بالنسبة لى، لأننى صدمت فى أبنائى، ووقتها عرفت أن هذا الطريق ليس صحيحا، كنت قد وصلت إلى مرحلة اعتزال المجتمع تماما، لدرجة أننى لم أكن أدخل أبنائى المدارس، لكنى اكتشفت أن طريقتى مع أطفالى أدت إلى نتائج عكسية، كنت أوقظهم جميعا لصلاة الفجر حتى من كان عمره لم يتجاوز الـ4 سنوات، وأطلب منهم أن يذهبوا للوضوء، وأصطحب الذكور معى إلى المسجد، وهم يرتدون الجلاليب لأن ملابس الكفار حرام، لكنى اكتشفت بعد ذلك أن أبنائى كانوا يفعلون من خلفى كل شىء كنت أمنعهم منه، وكانوا يذهبون معى إلى المسجد بدون وضوء، فأدركت أن هذا الطريق ليس هو الطريق الصحيح، وقررت النزول إلى الواقع لأن هذا الدين هو حياة نعيشها ولا يدفعنا لاعتزال الحياةهل طريق السلفيين يقود إلى داعش؟
دعنا نبدأ من أول الخيط الذى أرى أنه يبدأ من عند عمرو خالد والدعاة الجدد وجماعة التبيلغ والدعوة، هؤلاء يروجون لفكرة أنك كمسلم عادى مخطئ وعاصى، ولا بد من التوبة قبل الموت، وأنك لا بد أن يكون لك مهمة وتشارك فى إصلاح الكون، وإذا لاحظت فإن غالب من يدخلون جماعة التبليغ والدعوة هم من الشباب الصغير، أو كبار على المعاش، لأن هذه الأفكار تشعرهم بأنهم لهم أهمية وأنه من سيصلح الحياة، نفس الشىء عند عمرو خالد، ومن يسموا بالدعاة الجدد، الذين يدخلون من باب ترقيق القلوب وأن لك أهمية فى الكون ثم تنتقل إلى الجمعية الشرعية حيث تجد الإخوان، وأنصار السنة، حيث تجد السلفيين، وأنت وحظك، إما تقع مع وجدى غنيم، أو تقع مع محمد حسان، ثم بعد ذلك ستقول إلى متى سنتربى عند الإخوان والسلفيين، ويحدث أن تسمع عن ميانمار، وأفغانستان، فتسأل المشايخ هل هذا جهاد فيقولون نعم، ويجوز السفر إلى هناك للجهاد، ففى وجهة نظرهم فإن حالة الجهاد إذا لم تكن حاضرة فى مصر، فهى حاضرة فى أماكن أخرى، وهكذا ينتقل الشباب من التعلم والتربية إلى داعش.أخشى أن نعطيهم قبلة الحياة كما أعطاها السادات للإخوان وعادوا للحياة.
*\Mar 21, 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق