لماذا يرفض المصريون التطبيع مع إسرائيل .
Nov 25, 2020
علما بأن مجلس النقابة يحتفظ بحقه في اتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات وقرارات في ضوء اللوائح الداخلية والقوانين المنظمة لعمل النقابة
الفرق بين المعاهدات الرسمية التي تلتزم بها الحكومات العربية والموقف الشعبي والثقافي والفني من قضية التطبيع
مصر موصومة بين العرب بكونها أول بلد يمد يد السلام للعدو المحتل، بعدما أقدم الرئيس الراحل أنور السادات على زيارة تل أبيب عام 1977، التي كانت الخطوة الأولى على طريق إبرام أول معاهدة سلام عربية مع إسرائيل عام 1979.
ورغم تأكيدات السادات أنه يسعى إلى وقف نزيف دماء المصريين بعد حروب كان آخرها انتصار أكتوبر/تشرين الأول 1973 على إسرائيل، فإن خطوته نحو السلام قوبلت وقتئذ برفض شعبي كبير، فلم يستوعب المواطن المصري أن العدو الذي قاتله خلال 4 حروب على مدار ربع قرن، سيصبح جارا معترفا به بموجب اتفاق رسمي.
ليس هناك أدل على الرفض الشعبي من كونه أحد أهم أسباب اغتيال السادات في أكتوبر/تشرين الأول 1981. ففي اعترافاته خلال التحقيقات أكد خالد الإسلامبولي المتهم الأول بقتل الرئيس الراحل أن إبرام المعاهدة كان من الدوافع الرئيسة لفعلته.
على ذلك دخل السلام مع الصهاينة ثلاجة الموتى في مصر على المستوى المؤسسي والشعبي، فتشكلت لجان غير رسمية لمقاومة التطبيع، وفرضت النقابات المهنية حظرا لأي نوع من تطور العلاقات الثنائية بين القاهرة وتل أبيب، فضلا عن الإنتاج الفني والثقافي الذي جسد إسرائيل كأخطر عدو يهدد البلاد.
سلام بارد
ويذكر تقرير عن السلام بين مصر وإسرائيل أعدّه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وصدر في أكتوبر/تشرين الأول 2013، أن مصر أدارت علاقاتها مع إسرائيل باستخدام صيغة تقييدية يُشار إليها في الغالب بمصطلح "السلام البارد".
وأوضح التقرير أن الصحفيين الإسرائيليين لا يمكنهم الحصول على تأشيرات دخول إلى مصر، ولا يسافر الصحفيون المصريون إلى إسرائيل بسبب حظر مفروض من نقابتهم، كما توقفت شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال" عن تسيير رحلات إلى القاهرة بسبب مخاوف تجارية وأمنية.
وذكر تقرير معهد واشنطن أن جهود توسيع نطاق الأشكال المختلفة للتعاون غير العسكري بين القاهرة وتل أبيب مُنيت دائما بالفشل، بما في ذلك الاتفاق الذي وُقّع عام 2005 لتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل، حيث تعرض خط الأنابيب للتخريب 14 مرة من قبل بدو سيناء.
وهكذا ظل مسار رفض التطبيع الشعبي متوارثا بين الأجيال التي عاشت الحروب ضد إسرائيل والتي لم تعشها أيضا، وهو ما ظهر جليا في أزمة الفنان محمد رمضان التي جسدت بوضوح الموقف الشعبي المصري من التطبيع.
وبعد عقود من الهجوم على مصر التي تركت البندقية بعدما أنهكتها الحروب، اتجهت بلدان لم تخص حربا واحدة مع إسرائيل مثل الإمارات والبحرين والسودان إلى التطبيع بطرق لم تجرؤ القاهرة عبر عقود على الإقدام عليها.
والسلام عند تلك البلدان لم يقتصر على النواحي الدبلوماسية والتطبيع الاقتصادي في حدود اضطرارية، بل امتد إلى جوانب تبدو في مجملها مخجلة لتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
فمثلا امتد السلام عند أبو ظبي إلى مجالات السياحة والتعليم والرعاية الصحية والتجارة والأمن، والأمر نفسه يبدو في المنامة عاصمة البحرين التي تتعامل مع تل أبيب بوصفها ملجأ أمنيا لمواجهة الخطر الإيراني، أما في الخرطوم فلم يخجل مسؤولون في هذا البلد العربي الكبير من الإعلان الصريح عن حاجتهم الملحة إلى تل أبيب
أما ما يخص موقف الشعوب المطبعة حديثا، فهناك مشاهد شعبية تنفي أي تسويغات تتعلق باختلاف مواقف المواطنين عن الحكومات، حيث نقلت وسائل إعلامية صورا لمواطنين إماراتيين بينهم أطفال يرفعون العلم الإسرائيلي احتفالا بتطبيع بلدهم العلاقات مع تل أبيب، وانطلقت الأغاني التي تستعجل الذهاب إلى الكيان المحتل وترحب بهم في أبو ظبي.
ولا يمكن تفويت أزمة الفنان محمد رمضان بمنحى منعزل عن التطبيع الشعبي في بعض دول الخليج، فمع الهجوم الذي لاقاه في مصر اختفت الأصوات الخليجية عن التعليق على وجود المغرد الإماراتي حمد المزروعي في الصورة نفسها مع المطرب الإسرائيلي.
والمرزروعي من أشد المتطرفين فيما يُعرف بلجان الذباب الإلكتروني المدافع عن سياسات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
لكن البعض يرفض تعميم صور التطبيع الشعبي الخليجي على المواطنين كافة بسبب القبضة الأمنية وحملات الترهيب ضد من يخالف السياسات المعلنة لقادة التطبيع الجدد.
اختلافا كبيرا بين المصريين والمطبعين الجدد، يعتمد بالأساس على الصراع الحقيقي الذي عاشته القاهرة مع الكيان المحتل.
جميع البيوت المصرية لا تخلو من شهداء سقطوا في حرب ضد إسرائيل بعكس المطبعين الجدد الذين لم يشهدوا أي مواجهات معها، لافتا إلى الرصيد المعرفي المتراكم الذي رسخته الحركات السياسية والحقوقية المصرية فيما يخص خطورة الصهيونية وتاريخ العداء معها.
عقاب الممثل يحقق للنظام المصري مكاسب عدة منها إرسال القاهرة رسالة إلى تل أبيب تفيد بثقلها الشعبي وأنها الرقم الأصعب في القبول أو الرفض الشعبي للتطبيع، في ظل ظهور أكثر من بوابة عربية مفتوحة علانية للتعاون مع الصهاينة.
*May 1, 2021
مسلسل موسى والجدل
"إثارة سياسية متعمدة" أم "مشهد مبرر دراميا"؟
أول رد فعل لمحمد رمضان على تغريمه 6 ملايين جنيه لصالح الطيار الموقوف
بعد عام من أزمة الممثل المصري محمد رمضان والطيار أشرف أبو اليسر، قضت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة بتعويض الطيار بمبلغ 6 ملايين جنيه (الدولار بنحو 15 جنيها) عن الأضرار التي تسبب فيها رمضان له بعد نشر صور وفيديو له على متن طائرة يقودها الكابتن أبو اليسر، مما كلفه خسائر أدبية ومالية بعد إيقافه عن العمل.
وكان الطيار أشرف أبو اليسر قد تقدم بدعوى قضائية مطالبا فيها الممثل محمد رمضان بتعويض مالي بقيمة 25 مليون جنيه عن الأضرار المادية والأدبية التي لحقت به.
أول رد فعل لرمضان
وكأول رد فعل لمحمد رمضان على قرار المحكمة، نشر فيديو خاصا به على إنستغرام (Instagram) مبعثرا الأموال في الماء، وهو ما علق عليه بعض جمهوره بأنه موقف "مستفز" وبأنه كان من الأولى أن يعطي الأموال للفقراء.
وكان الفنان محمد رمضان قبل عام أعلن أنه حاول تعويض الطيار الموقوف من خلال مساعدته في إيجاد عمل مناسب في شركة طيران أخرى خاصة من أجل العودة لمهنته، وأيضا من أجل العمل مع شركة روتانا (Rotana). غير أن الطيار أبو اليسر رفض العرض لأنه أصبح بلا رخصة ولا يمكنه العمل في مكان آخر بسبب فيديو محمد رمضان.
*
قالت آمنه نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن هذا الفعل يخلو من الرشد والرشاد بإتلافه لنعم الله، قائلة: «الله يحرمه هذا المال لهذا البطر الذي يفعله وعدم احترامه للنعم التي أنعم الله به عليها».
سلوك رمضان يوذي مشاعر الفقراء ويشعرهم بالحرمان، «عندما يرى الفقير الذي لا يستطيع شراء الطعام هذه الأموال تهدر في الماء سيشعر بالظلم، كما أن محمد رمضان سيلقي النار في قلوب الفقراء لشعورهم بالحرمان مقابل إحساسهم بالبزج الذي يتمتع به رمضان في فيديوهاته».
وأكملت: «هذا العمل سجازيه الله عليه في الدنيا والآخرة، لأن هذا الفعل حرام شرعا، ولأبد للفنان أن يكون قدوة في المجتمع بأفعاله وتصرفاته وذلك لمشاهدة عدد كبير من الجمهور له والتأثر به».
ووجهت نصير نصحية للفنان محمد رمضان، بقولها: «احفظ ما أعطاه الله لك من نعم ليدوم، ولا تهدر بما أعطاك الله من نعم بهذا النوع من السلوك غير الرشيد، والذي ستحاسب عليها في الدنيا والآخرة».
*
"يرمي الأموال" ويثير الغضب بفيديو "مستفز للفقراء"
"الدكتور محمد رمضان"
Aug 27, 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق