منذ سنوات ظهر مصطلح التربية الحديثة أو التي يطلق عليها البعض التربية الإيجابية لعلاج القصور أو الخلل في أساليب التربية التقليدية.
وأوضحت عدة مدارس شكل التربية الحديثة وتأثيراتها الإيجابية مقارنة بالطرق التقليدية في التربية، وبالفعل بدأت العديد من الأسر حول الوطن العربي اتباع ذلك النهج الذي يعتمد على الفاعلية في العلاقات والانضباط الذاتي وفهم عالم الطفل، والاحترام المتبادل، والأهم من ذلك كله نبذ العقاب، والتشجيع بديلا عن المدح.
ورغم تحمس العديد من الأسر إلى اتباع ذلك المنهج في تنشئة أبنائها تظهر بين حين وآخر صرخات أمهات يثبتن أن ذلك النهج غير فعال، وبدلا من قدرته على تهذيب السلوك ينتج طفلا خارجا عن السيطرة ويرتكب الأخطاء دون خوف من العقاب.
هل يعد هذا انهيارا لأساليب التربية الحديثة؟ أم هناك خلل ما في التطبيق يجعلها غير صالحة لدى البعض؟
التربية والفوضى
وتؤكد الكاتبة مروة رخا المتخصصة في التعليم بطريقة منتسوري أنه من الميلاد حتى 12 عاما هناك فرق بين التربية الإيجابية وبين التسيب والفوضى.
لا يوجد ما يمنع من أن يتربى الطفل على الانضباط والالتزام دون أي نوع من أنواع العقاب، فالبعض يعتقد خطأ أن التربية الإيجابية تمنع الالتزام والانضباط كما تمنع العقاب، وهو ما يؤدي إلى الفشل في تطبيقها.
والرهان الوحيد لنجاح ذلك النهج هو تطبيق إستراتيجيات الانضباط ووضع قواعد يلتزم بها كل من في البيت، مضيفة "لا تضع قواعد للطفل فقط لأن هذا ضمان لتمرد الطفل عليها".
وأضافت أن الطفل يولد منظما على عكس الشائع، ويحتاج فقط إلى الروتين أو النظام حتى يستقر نفسيا، ويعد النفس الطويل في تطبيق القواعد والحفاظ عليها والتذكير بها الضمان لتنشئة طفل ملتزم ومنضبط من الداخل، يختار الصواب في وجود أو عدم وجود رقابة.
قاعدة جديدة
وتابعت رخا أنه في الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الطفل يخزن كل ما يحدث حوله ويراقب مدى التزام الأم واتباعها القواعد، قد يصعب عليه الالتزام والانضباط التام ولكن هذه فترة مهمة لإعداده للالتزام في السنوات المقبلة.
لا تعاقبيه
لا تستقيم التربية الإيجابية ولا تصبح ذات فاعلية إلا بالانضباط واتباع القواعد، وفي نفس الوقت لا يصبح الطفل طفلا إلا بكسر القواعد وارتكاب الخطأ بل وتكراره.
المعضلة هنا أنه لا يجب معاقبته عند الخطأ، كما تؤكد رخا قائلة "لا تعاقب طفلك أبدا"، هل يعني ذلك أن السماح له بالخطأ دون عقاب؟
قبل البحث عن العقاب لا بد من معرفة أسباب الخطأ، فقد يخطئ الطفل لأنه لا يعلم الصواب، أو لأنه لا يعرف كيف ينفذه، أو لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لجذب الانتباه له، أو قد يخطئ الطفل عقابا لك على إساءة ما في حقه، أو بسبب شعوره بالغيرة.
وتظهر الأخطاء التي يرتكبها الأطفال من خلال عدد من السلوكيات السيئة -كالعناد وتحدي الأوامر وتحطيم الأشياء والفظاظة والتبول عن عمد- إساءة الأدب أمام الناس.
ولتقويم سلوكيات الطفل تلجأ الأم أو الأبوان إلى عقابه، البعض يستخدم العقاب الجسدي بدءا من الضرب على الأيدي وصولا إلى الصفع، أو العقاب اللفظي كالتوبيخ، أو العقاب النفسي كالحرمان أو التهديد والعزل، لكن رخا تشدد على رفض كل أنواع العقاب، موضحة أنه "لا بد من احتضان الطفل والاهتمام به وغمره بالحب من خلال مشاركته اللعب والحوار، مع توجيهه وتذكيره بالصواب، واعتماد العواقب بدلا من العقاب، فعندما تتعامل مع الطفل لا تجعل العقاب هدفا لك، هدفك هو التربية، ويتحقق عندما يدرك طفلك عواقب أفعاله حين يدرك أن المكسور لا ينصلح وأن عليه تنظيف بقايا ما سكبه".
وعندما يخطئ الطفل يسيطر عليه الشعور بالذنب، وتوجيه اللوم له يزيد داخله هذا الشعور، ويتوقع أن تشاركه الأم في اقتراح حلول للمشكلة، مما يعزز عنده مهارات حل المشكلات ويرسخ عنده الثقة في قدرته على تجاوز الأزمات، وتؤكد رخا أن الصراخ وكثرة اللوم وعزل الطفل لن يغير السلوك بل سيؤدي إلى طفل عنيد محبط ينتقص من نفسه.
والكثير من الاهتمام والحب والضحك يقلل نوبات غضب الطفل وأخطائه، والعاقبة هي الحل وليس العقاب، تقول رخا "تذكري معاناتك الشخصية مع العنف والقهر أثناء نشأتك رغم حسن نوايا والديك ولا تكرريها، واجعلي هدفك أن يكون عقاب طفلك هو اختفاء البسمة من على وجهك حين تنظرين له أو ينظر إليك".
*
الاحترام أساس التربية
والمسؤولية
تربية الأبناء وغرس القيم والأخلاق، وطبعًا قبل كل ذلك الوازع الديني الذي يحث على مكارم الأخلاق، فيقول سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وللمسؤول نقول «الدين المعاملة قبل كل شيء».
هناك قوانين وأنظمة تحكم العمل ولكن هناك أخلاق تنم عن إدراك المسؤولية عندما تقف على هرمها أو تكون على صلة مباشرة بالمواطن ويتطلب العمل مواجهة الجمهور.
النقص في الثقة بالنفس يؤدي إلى إكمال هذا النقص ربما بالكبر أو شوفة النفس وهنا تبدأ مشكلة التعامل مع المحيطين بهذا المسؤول...
ليس مطلوب منك مخالفة الأنظمة ولكن ابتسامة وحسن تعامل وتطييب خاطر ومساعدة الآخرين بما لا يضر المؤسسة أو الإدارة التي أنت مسؤول عنها.
*
Mar 21, 2021
تطوَّرت التربية الإيجابية في عشرينيات القرن الماضي على يد ألفرد أدلر ورودولف دريكرز، المُتخصصيْن في علم النفس الفردي، ثم أعادت جين نيلسن ولين لوت قراءتها وتقديمها في الثمانينيات. وتقوم هذه الطريقة في التربية على تعليم الطفل قواعد الأمان بحيث يصبح هو نفسه مسؤولا عن أفعاله وبالتالي عن صحته وسعادته، فلا يعود الانضباط أو الالتزام أمرا يشعر الطفل بأنه مُجبر عليه، وإنما ينبع من مسؤوليته، لأنه يعلم ما يُحقِّقه من نفع أو ضرر يرتبط بالسلوكيات التي يتخذها، إنها بمعنى آخر تعزيز مبكر لنضج الطفل ليكون مسؤولا ومستقلا وسعيدا. استبعاد الخوف عند استخدام السُّلطة في العلاقات، واستبعاد وسيلة العقاب، ويعتمد بدلا من ذلك مزيجا من وسيلتين لا تنضب فوائدهما: المودة والحزم، وأن نعمل نحن الكبار على تطوير أنفسنا لنكون أكثر تعاطفا مع الطفل
"لا يمكن للآباء والمعلمين الاستمرار في قيادة الأطفال، يجب أن يكتسبوا القدرة على أن يكونوا قادة ديمقراطيين
- ركِّز على المستقبل بدلا من الماضي، وعلى الحلول بدلا من العواقب
التركيز على أن يدفع الطفل ثمنا مقابل ما ارتكبه من أفعال بدلا من البحث عن حلول لها يُشعر الطفل بالإهانة ويصرف تركيزه عن المشكلة، فينصب اهتمامه فقط على الدفاع عن نفسه، وتكون بهذا قد فقدت مشاركته في الحل، وغالبا ما يملك الأطفال حلولا وأفكارا لكننا لا نوفر لهم الفرصة لإثبات ذلك.
هل تؤمن به؟ هل تراه إنسانا رائعا لديه القدرة على التعلُّم والنمو ومواجهة تحديات الحياة؟ حين يكون لديك إيمان به، سيكون من السهل التوقُّف عن السيطرة والتصحيح والعقاب، ودعمه بالمهارات الحياتية التي يحتاج إليها حين لا يرافقه الكبار.
*
الثقة الزائدة بالأبناء لا تقل خطورة عن القسوة والصرامة في التربية.
ونصحوا بضرورة مواجهة الطفل بخطئه، وتعويده على تحمل مسؤولية تصرّفاته، حتى ينشأ مسؤولاً ومتوازنا ولحمايته من أضرار اختلاق الأعذار والمبرّرات على شخصيته في المستقبل.
*
التربية محدد رئيسي لتمرد الأبناء على الآباء
Dec 8, 2021
Oct 16, 2020
الإفراط في التدليل أو غياب خطاب الحب داخل الأسرة
وتفاجأت الأم برد ابنها عندما طلبت منه ترك الهاتف المحمول والقيام بواجباته المنزلية، حيث قال لها بصريح العبارة “اتركيني أعِشْ الحرية”.
فريق بتي اس الكوري
ونبه أخصائيو التربية إلى أن أطفال اليوم أصبحوا يتمتعون بقوة لم يعهدها الأطفال في الماضي، مؤكدين أن بعض الأطفال يجدون متعة في عدم الاستجابة لطلبات آبائهم وإثارة غضبهم. وذكر الخبراء أن الآباء والأمهات يواجهون في كل مرحلة من مراحل نمو أطفالهم أوقاتا يكون فيها الطفل ثائرا أو عنيدا أو متمردا. وأشاروا إلى أنه من الطبيعي أن يواجه الآباء قائمة لا نهاية لها على ما يبدو من المشكلات المتجددة. ولكن يمكن أن تسهم معرفة الأسباب العميقة التي تقف خلف سلوك أطفالهم المتمردين، وكذلك معرفة كيفية التعامل معهم، في منع تفاقم تلك المشاكل.
الثقافة السائدة في ذلك الوقت كانت الثقافة الأبوية الذكورية التي يسودها التسلط، وكان الأبناء ينصاعون انصياعا تاما لتعليمات آبائهم وبذلك يتربى الأطفال على الخضوع للأوامر دون القدرة على التمرد والخروج عن السائد.
بعد خروج المرأة إلى سوق العمل وحصولها على هامش من الحرية والاستقلالية المالية، برزت الفردانية في اتخاذ القرار. وأصبح تركيز العائلة يتمحور في مجمله حول الطفل وتوفير سبل الراحة والرفاهية له، وتراجع دور كبار العائلة وقيمتهم داخل الأسرة”.
أصبحت العلاقات الأسرية تبنى على المصلحة والمنفعة الفردية ولا توجد مصلحة مشتركة على عكس ما كان عليه الامر في العائلة التقليدية”.
وتابع “من المفروض أن تكون الأسرة النواة أكثر ترابطا، إلا أنها في المجتمعات الاستهلاكية تتحكم المادة على حساب العواطف فتغيب القيم الثابتة، ويكتسب الأبناء سلوكيات جديدة يسعون من خلالها إلى إعلان تمردهم وعصيانهم للأوامر الأبوية”.
أولياء الأمور أصبحوا يفتقدون للوقت الكافي الذي يقضونه مع أبنائهم، ويحرصون كل الحرص على تلبية حاجياتهم المادية على حساب الحاجيات العاطفية، واستنادا إلى هذه التغيّرات أصبح الطفل واعيا بمكانته داخل الأسرة وقدرته على السيطرة وتجنب الانصياع إلى أوامر والديه.
ونصح عزالدين الأولياء بتجنب العنف والنقد اللاذع والابتعاد عن الهيمنة والتعسف في استعمال سلطة الأبوة، ودعا إلى اتباع أسلوب الحوار لتصحيح سلوكيات الأبناء.
غياب خطاب الحب داخل البيوت مقابل حضور خطاب العنف
طفل اليوم لا يرضى بالقليل من الفرص المتاحة له، ولا يتعامل مع المسؤوليات بجدية، ولا يتكيّف مع الظروف المحيطة، ويتبع أسلوب الصراخ لأنه يعتقد أن هذا الأسلوب يمهّد لتلبية رغباته، ويمارس حريات كثيرة بموجب قوانين واتفاقيات وليس بموجب العلاقات الإنسانية الطبيعية في مجتمع متكامل، حيث تلتصق عيناه في شاشات افتراضية بشكل يومي، ولا يخرج إلى الشارع لاكتشافه، ولا يريد أن يسمع من حوله وينصت فقط إلى ذاته. فرويد ارادة اللذة والمسيري طفولة ولكن فرانكل المعني اعلي من اللذة
وأفادوا بأن الآباء والأمهات يضطرون إلى نقد الأبناء بشكل متواصل لمواجهة عصيان أوامرهم، إلا أن هذا النقد ربما يتحول من تقويم إلى تدمير للطفل إذا كان جارحا.
الوالدين يظنان أن الطفل لا ينتبه لهما ولكن الأمر عكس ذلك، لأن الأطفال يراقبون البالغين في كل الأوقات وبتركيز شديد، ناصحة بتعليم الأطفال السلوك الجيد بشكل غير مباشر من خلال دفعهم إلى التقليد حتى لا يشعروا بأنهم يتلقون أوامر.
إنجاب طفلين فقط: هل هو النموذج الأمثل للأسرة السعيدة
أصبح إنجاب الأطفال مرتبطا بالترف والرفاهية بسبب تكاليف رعايتهم في الروضة ومستلزمات التعليم والمعيشة وزيارة متنزهات الألعاب والدروس الخصوصية والقيام برحلات، لذلك تفضل الأسر العصرية إنجاب طفلين فقط.
في الماضي لا يقل إنجاب الأطفال عن ثلاثة في جميع الأسر إلا أن هذا العدد انخفض مع ارتفاع تكلفة تربية الأطفال ودخول المزيد من النساء سوق العمل وشعورهن بالإحباط المتزايد من التحول إلى آلات للإنجاب.
طارق بالحاج محمد الباحث التونسي في علم الاجتماع “لقد مضى ذلك الوقت الذي يعتبر فيه ارتفاع عدد الأبناء عنوان الرجولة والخصوبة والوجاهة وعنوانا للحماية واليد العاملة المجانية والدخل الإضافي وهي قيم إقطاعية مرتبطة بالقرون الوسطى”.
مع صعود البورجوازية في المجتمعات الغربية وتركيز دولة الرفاه بعد الحرب العالمية الثانية، ظهر نموذج مجتمعي جديد يقوم على الفردية والعائلة النووية وتراجع زواج القرابة والقيم العشائرية والقبلية
فظهرت صورة نمطية للعائلة المثالية تقوم على صورة الأم والأب مع طفلين فقط وهي صورة تحيل إلى التركيز على جودة الحياة وترشيد الإنجاب والتنظيم العائلي وهي موضة بدأت منذ ستينات القرن الماضي حتى في دول العالم الثالث حيث يصبح تنظيم الولادات والحد منها والتحكم في النمو الديموغرافي عنوانا للتقدم والرفاه والتنمية”
كشفت دراسة حديثة أن الزيجات تصبح أقوى بعد قدوم طفل للعائلة
*
غياب المساواة بين الأبناء يغذي الكراهية تجاه الأب
الاستسهال في التعامل مع الآباء بطريقة قاسية دون اكتراث بالتضحيات التي قدموها لأولادهم على مدى سنوات طويلة.
غالبا ما يكون الفتور الأبوي والشح العاطفي من أسباب العقوق، فالأب الذي يتعامل بجفاء مع أولاده يتشوق منهم العاطفة والاحتواء مستقبلا، وقد لا يجدهما.
جعل علاقة الطرفين مبنية على العطاء المادي فقط مخاطرة من الأبوين، لأن ذلك يولد لدى الأبناء أن المال كل شيء، ولا مانع من خسارة الأب أو الأم بسببه.
توفير المتطلبات المادية للأبناء، وإغفال الحنان والرعاية والعاطفة، وتجاهل تكوين صداقات قوية مع الأبناء، أن يكونوا مجرد منتج قيمتهم وأهميتهم مرتبطة بما يوفرونه من مال، وعندما تنتهي الحاجة المادية لا يكون لوجودهم أهمية في حياة الأبناء.
دم الاعتراف بأن كل مرحلة عمرية في حياة الابن تتطلب معاملة خاصة في نمط وأسلوب التربية، فالطفولة غير المراهقة والشباب، وهكذا لكل فترة مشكلاتها النفسية والسلوكية التي تتطلب التصرف بحكمة وعقلانية،
استسهال العقاب طوال الوقت يغذي الكراهية تجاه الأب، وتوحيد أسلوب التربية على كل الأبناء خطأ يرتكبه أغلب الآباء دون اكتراث للمخاطر مستقبلا على تكوينهم ونظرتهم لمن أهانوهم في الصغر.
الأهم أن الآباء مطلوب منهم زرع الحب والوفاق والتسامح في نفوس أولادهم، لا السيطرة والقسوة والعدوانية، كما أن المشكلات بين الأب والأم أمام الأبناء قد تغذي العقوق تجاه أحدهما، خاصة عندما يميل الابن إلى الطرف الضعيف مثل الأم، فيكبر على كراهية الأب والتفكير في الانتقام منه.
وبعض الآباء يتساهلون في عدم المساواة بين الأبناء في الحقوق، ما يكرس الحقد بين الإخوة ويغذي الكراهية تجاه الأب أو الأم، وهناك آباء تصل درجات تسلطهم تجاه أحد أولادهم حد العقوق، بمصادرة الرأي والإكراه على أفعال بعينها، والتحكم في كل مسارات حياتهم، وهو نتاج غياب التربية القائمة على الحوار، لتحل مكانها الأوامر والنواهي التي تولد التمرد.
ليس مطلوبا من الأبوين أن يكونا مجرد بنك يمنح المال فقط، أو متسلطين لينالوا احترام أولادهم، والأهم أن تكون هناك معاملة لينة توازن بين التشدد والعاطفة والصداقة لأن سوء فهم الوالدين لأبنائهم يتسبب في خلق فجوة في العلاقة بين الطرفين قد لا يستطيع كلاهما تخطيها مستقبلا.
*
النظرية الموسوعية وتطبيقاتها في العصر الحديث
أهمية النظريات في تحديد ميادين المعرفة في مجال التربية
وتعتبر النظرية الموسوعية أو نظرية دوائر المعرفة أو نظرية الحكمة الشاملة من أقدم النظريات التربوية والتي نادى بها العالم كومينوس وتعكس حركة التنوير في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادي والذي اهتم بالرياضيات والفلك والطبيعة والكيمياء والتاريخ والجغرافيا و الطب. وساهم العالم الفرنسي رينيه ديكارت بدور فعال في تطوير الفكر التعليمي الموسوعي في فرنسا بتصوراته الديكارتيه.
فالنظرية الموسوعية أثرت على نظرية المنهج وتعد جزءا من الحركة الفكرية التنويرية وهي فلسفة عقلية مادية ترفض كل ما وراء الطبيعة، وتؤمن بالثقة المطلقة في قدرات العقل البشري.
المدرسة المثالية حيث تركز على الجانب العقلي، حيث تعتبر أن العقل هو المصدر الرئيس للمعرفة والتحرر من الجهل والإيمان فقط بالعقل وما ينتجه. والمدرسة الواقعية تنظر إلى العقل والحواس وسائل لمعرفة العالم، حيث تعتمد على الأنشطة التعليمية والترفيهية التي تعتمد على التجريب وترتبط ببيئة الإنسان.
النظرية الموسوعية بنظرتها السلبية للمتعلم مازالت قائمة في مصر ومطبقة فيها تطبيقاً دقيقاً حيث تركز على الطرق الإلقائية داخل الصف والتي تساعد على تقديم أكبر قدر ممكن من المعارف في أقصر وقت كما أنها تحرص على تضمين المحتوى بالمعارف الكثيرة وهذا ما يظهر في المقررات المصرية. كما أن التعليم المصري يسعى بجهد أفراده إلى نبذ طرق التدريس الموسوعية واستبدالها بطرق تدريس تفاعلية.
*
Dec 22, 2021
العقل فى «الفريزر»
منهج فكرى وقرار يتخذه الأم والأب
قواعد التربية اندثرت وحلت محلها أشكال أخرى من «التنشئة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق