الأربعاء، 16 فبراير 2022

الهيمنة الثقافية نتفليكس تعزز التنوع

 رأى غرامشي أن السلطة تأتي من الإقناع، وأن الأفكار هي من يتحكم في الشعوب وليس العكس.

 بيير بوردو، فكرة الهيمنة الثقافية لتتناسب بشكل أكبر مع عصر المعلومات فيما سماه نظرية المجال. فبالنسبة لبوردو ينتمي كل منا إلى دوائر اجتماعية مختلفة ذات مدخلات ثقافية معينة. وقد ينتمي الفرد لأكثر من دائرة اجتماعية، لكن في نهاية الأمر تحدد تلك المجالات وتعددها أفكاره وهويته الثقافية.

بشكل عالمي، ارتبط مصطلح الهيمنة الثقافية بإنتاج هوليوود، القوة الناعمة الأكبر عالميًا. إذ انتشرت أفكار ومبادئ أمريكية عدة حول العالم من خلال الأفلام والمسلسلات الأمريكية. وقد يرى بعضهم تلك المبادئ متكررة في أعمال عربية أنتجتها نتفليكس مثل مسلسل "جن" الأردني الذي عده بعض النقاد تكرارا لأفلام رعب المراهقين الامريكية بشكل خال من الخصوصية الثقافية.

 الهيمنة الثقافية لا تأتي فقط من التأثير الغربي، فالأعمال التي قد يرى بعضهم أنها تتماشى مع السياق المجتمعي، هي أيضًا نتيجة لمنظومة ثقافية وأدوات تتحكم فيها سلطات حكومية وخاصة، كأجهزة الرقابة وشركات الإنتاج والمؤسسات الدينية وعادات وتقاليد الأغلبية.

 بعض البلاد تمنع هذه الأجهزة إنتاج أي محتوى سياسي أو اجتماعي مغاير للنمط السائد، وفي بلاد أخرى تكون وظيفة الرقابة هي مجرد التصنيف العمري. تقع خدمات البث خارج سيطرة الحكومات والنظم الرقابية الرسمية. فالمشاهد هنا يختار عمله بنفسه، مع وجود نموذج منقح للمستخدمين الأطفال.

احتياجاته الفردية بعدما كان يعتمد المجتمع على مصدر واحد للمعلومات لا بديل له. فالآن قد يشاهد بعضهم برنامجا كوميديا بعد العمل لتخفيف أعباء يومه، كما قد يختار فيلمًا يتناسب مع أفكاره ويبعد عن آخر قد لا يراه ملائمًا.

نتفليكس مشاهدة الأفلام والمسلسلات إلى "الفردانية  لا تملك أي شركة أخرى خوارزمية مماثلة لنتفليكس مما قد يفسح لها المجال للسيطرة على الإنتاج الدرامي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق