Dec 9, 2021
كيف تنظر الأديان للعشق؟
طريق اليقظة والكاماسوترا
مئة اسم للحلال والحرام
الحب ليس رواية شرقية في ختامها يتزوج الأبطال لكنه الإبحار دون سفينة ويقيننا أنّ الوصول محال
نزار قباني الذي أجمع العرب المعاصرون، قاطبة، على تسميته بشاعر الحب
رأي علماء النفس ـ حالة مرضية لا يوجد لها تشخيص سريري موحّد، ولا دواء موحّد، ذلك أن المرضى يختلفون ويتعددون، وإن تشابهت العوارض بين “سقيم” وآخر.
روميو وجولييت في فيرونا الإيطالية، وجيسون وميديا في اليونان القديمة، وممو وزين في كردستان العراق، وقيس وليلى في الجزيرة العربية.
كل يدعي وصل بليل وليل لا تقر لهم بذلك
فلا وجود لعاشق قاتل أو حاقد، ولكن هناك عشاق ينتقمون ويثأرون ويمارسون جنونهم ونرجسيتهم كما فعل نابليون بونابرت مع جوزيفين، أو حتى هتلر حين قال أثناء الاحتلال النازي لفرنسا “لولا عيون الجوكندا لأحرقت سماء باريس”.
انتبهت البشرية منذ القدم إلى شيء اسمه “دبلوماسية الحب” فمارست هذا السلوك دول وحكومات في ما يعرف بالمصاهرات السياسية، وعندئذ كفى الحب الشعوب شرّ القتال وعوّض المعارك بباقات الزهور.
إطلالة على قصص الحب لدى الشعوب كفيلة بأن تصغي القلوب، وتدفع نحو التسامح والتقارب، فمن يمتلك مثل تلك المشاعر الجيّاشة لا يمكن له أن يكره. وهي قاعدة ينبغي للعالم التذكير بها وهو يحيي عيد الحب أو “السانت فالنتاين”، في ظروف يحفّها الخوف والتبتل من أجل انقضاء هذه الجائحة على خير.
جان كلود كاريير: هشاشتنا تقربنا إلى بعضنا أما القوة فتباعد بيننا
ممّو وزين
قصة حب نبت في الأرض وأينع في السماء
كيف تحررنا العلاقة بحسب سيمون دي بوفوار؟
علاقة سارتر بشريكته دوبوفوار كانت قائمة على الحرية المطلقة لكليهما
العلاقات العاطفية من أكثر العلاقات التي عرفت الإخفاق في التاريخ البشري، ومع ذلك لم ينتهِ الحب واستمرت العلاقات برغم الفشل والألم الذي قد ينتج عنه.
في العقود الأخيرة نلاحظ ازدياد التشكيك بشكل العلاقة العاطفية التقليدية، ولا سيما بعد اتساع الوعي بالخطاب النسوي، لما فيها برأي كثيرين من ظلم بحق المرأة.
تقول الكاتبة الفرنسية بيغي ساستر، صاحبة كتاب "كيف يسمم الحب النساء؟"، إن الزواج، بالنسبة للمرأة، هو نعش، والأطفال هم مساميره".
عيشها أكثر من 50 سنة في علاقة حب غير تقليدية مع شريكها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر.
مساء من عام 1929، اقترح سارتر على بوفوار، عندما كانا في العشرينيات من عمرهما، عقداً قابلاً للتجديد كل سنتين، مبدأه كالآتي: حبنا "حب الضرورة"، ولا مشكلة في أن نعيش على هامش هذا الحب قصصاً من "الحب العرضي". حب الضرورة هو العلاقة الثابتة والمستمرة بينهما، أما مغامرات الحب العرضي، فتتسم بالخفة والمتعة. بكلامٍ آخر اتفق الطرفان على علاقةٍ مفتوحة يحافظان فيها على شراكتهما، من دون "احتكار" الواحد للآخر. فالمغامرات العاطفية، بحسب سارتر، هي الطريقة المثلى للتعرف إلى العالم لأننا "حين نكون رجالاً نتعرف إلى العالم عبر المرأة والعكس صحيح". الشرط الوحيد لنجاح هذا الاتفاق هو الصراحة المطلقة بين الشخصين، ألا يخفيا شيئاً عن بعض، أن تكون مغامراتهما الجانبية على الطاولة أمامهما دائماً.
قرر الثنائي الشهير في مجال الفلسفة أن يعيش الحب من دون مؤسسة، أي من دون زواج، بحرية متبادلة وبشرط الشفافية. هذا العقد كان يمثل أيضاً في حينه تحدياً صريحاً لـ"أخلاق البرجوازية". فبرأيهما حتى الحب لا يجب أن يكون عقبةً أمام أمر العيش بكثافة، أمام استكشاف العالم. استمرت هذه الشراكة بين الطرفين 51 عاماً، وخلقت نظريات وأفكارا وكتبا عدة، وألهمت كثيرين من الأجيال اللاحقة. وبنظر بوفوار، هذه التجربة أثمرت "طفلاً" هو الوجودية.
العلاقة الطويلة بنجاحات وإخفاقات، خصوصاً لناحية اعتراف بوفوار في أحيان كثيرة بغيرتها على سارتر، وعن أخبار مغامرتهما الجنسية التي لامست حدود الفضائح في حياتهما الاكاديمية والفكرية. إلا أن علاقة الفيلسوفين ظلّت متينة، حتى دفنت بوفوار في مقبرة مونبارناس إلى جانب سارتر الذي توفي قبلها بست سنوات. فما هو سرّ نجاح هذه الصيغة غير المعهودة كثيراً ؟
"الجنس الآخر" الكتاب المرجعي المهم في النسوية حتى يومنا هذا، انطلقت الفيلسوفة في مقاربتها للظلم التاريخي اللاحق بالمرأة من تعريف سارتر للوجودية بكونها أسبقية الوجود على الجوهر. ذلك يعني أن وجود الانسان يسبق جوهره ويحدده لا العكس، أي أننا لا "نكون" بل "نصير". لا شيء معطى سلفاً، لكن الانسان بلغة سارتر هو مشروع، يصنعه بنفسه، يركبه ويفككه إلى ما لانهاية. ذلك عائدٌ إلى كوننا، في المذهب الوجودي، متروكين في عالمٍ لا "مدير" له، لذا نحن بحسب سارتر "محكومون بالحرية".
تأتي هذه الحرية العارية من وحدتنا التامة في عالمٍ عرضي لا معنىً محدد سلفاً له. حين نفهم ذلك لدى سارتر، بإمكاننا بالتالي فهم أشهر عبارة لبوفوار: "لا تولد الواحدة امرأة، بل تصبح كذلك". ذلك ببساطة ينسجم مع فكرة أنه ما من دور محدد مسبقاً للإنسان. من هنا ايضاً، تأتي فكرة أن الهويات الجندرية هي أمرٌ غير نهائي، بل مركب اجتماعي.
لأن الانسان، في الفلسفة الوجودية، يعادل الحرية، لا نجاح لفعل أو لعلاقة تنكر هذه الحرية أو تحاول إلغاءها.
اعتبرت بوفوار أن حبّاً لا يحترم حرية الذات وحرية الآخر، هو حبٌ "غير أصيل" وسيؤدي بالضرورة إلى استغلال العلاقة العاطفية لتشريع أشكال من الهرمية في المجتمع ولاستغلال المرأة.
الجزء الثاني من كتابها "الجنس الآخر"، قالت إن الرجل والمرأة ينظران إلى الحب بشكل مختلف. إذ أن الرجل اعتاد أن ينظر إلى العلاقة العاطفية كجزءٍ من كل، أما المرأة ففي أحيانٍ كثيرة تجعل حياتها كلها تدور حول هذا الحب. وقد جرى تشجيع النساء تاريخياً على ألا يتوقعن أشياءً كبرى من الرجال، بالإضافة إلى تجهيز النساء للحب والزواج عبر دعوتهن إلى توقع ظلم الرجل باسم الحب. وفيما ترى بوفوار أن النساء نشأن على فكرة أن الحب هو غاية الحياة، هي أرادت أن تجعل من الحرية وحدها القيمة المحددة لحياة المرأة.
"الحب الأصيل" لدى بوفوار هو الحب الذي يتقبّل عرضية الآخر ويحترم حريته، فلا يكون ظالماً ولا استغلالياً ولا يحوّل علاقة الحب إلى مجال لسوء المعاملة وطريقاً نحو التعاسة.
*
عام 1943 أصدر الفيسلوف الفرنسي جان بول سارتر (1905 - 1980) كتاب "الوجود والعدم" الذي يُعتبر "إنجيل الوجودية" حتى يومنا.
العلاقة الثنائية التي تتأرجح عند سارتر بين المازوخية والسادية، يأتي الحب ليكون أشبه باستراحة محارب لوعي الإنسان الذي يحيا في صراع دائم مع وعي الآخرين.
الشاعر اللبناني الراحل بسام حجار في كتاب "معجم الأشواق": "يراك المحب يجعلك موجوداً".
أننا موجودون بالصدفة ولا معنى أو قيمة أساسية لهذا الوجود. لذا يقضي الإنسان حياته وهو يبحث عن معنى ووجهة لوجوده.
ثم يأتي الحب ليغيّر هذا الشرط، ليجعل الإنسان يشعر بوجوه أخيراً كضرورة. نظرة المحب للحبيب تضفي عليه قيمة شبه مطلقة، فيصبح الإنسان بمأمن، ولو لوقت محدود، من العرضية التي تهدد كيانه في كل لحظة. يشعر أخيراً أن وجوده مبرّر.
كتاب "الفلاسفة والحب"، الحب "يحمي الإنسان من أي نوع من إنعدام القيمة العارض، فيجعله يصبح غاية في ذاتها، وقيمة مطلقة، وليس نسخة تقبع وسط آلاف النسخ، بل فرادة استثنائية".
يكفي إذاً أن يحبني أحد، أن يراني بعينيه، حتى أتخلص لبرهة من الشرط الإنساني العام القائل بعرضيتي.
نظرة الآخر، كما يكتب سارتر، لن تمر بعد الآن عبر محدوديتي، لم تعد هذه النظرة تجمد وجودي في ما أنا عليه ببساطة، هذه النظرة لا تراني قبيحاً، أو قصيراً أو جباناً، لكن الحب يجعل الآخر يراني كغاية بحد ذاتها، كقيمة مطلقة غير محدودة بالصفات الموضوعية.
من هنا تجنب العلاقة مع الحبيب، لمرة نادرة، الحرب بين وعيي ووعي الآخر. فالآخر، بحسب سارتر، هو من يسلبني ذاتي، هو الذي يبقيني تحت نظره ويقيّمني ويصادرني ويضع لي حدودي
أما الحب فيحميني من أن أكون معرضاً للنظرة الصارمة للآخر، التي تهددني بالسقوط في التشييء، أي حين تحكم عليّ كشيء. لذلك، يكون الحب ملاذا لحريتي ويجعلني أبدو كفاعل واعٍ وحرّ وليس كموضوع مشيّأ.
امتلاك حرية الآخر
يعتبر «الوسادة الخالية» من أكثر روايات إحسان عبدالقدوس المحبوبة، والتي تحولت إلى فيلم أنتج عام 1957
قصة حسن ونعيمة، أثرت في الكثير من المشاهدين خاصة مع مشاعر الحب النقية التي جمعت بين الثنائي، والفيلم مأخوذ قصته من أحداث حقيقية عام 1959 في إحدى القرى الريفية،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق