الجمعة، 25 فبراير 2022

الأخطاء ***************

وصفة مؤلف «صواب / خطأ» لأوقاتنا المستقطبة: التواضع والغفران ****

عصر ما بعد الحقيقة يعلن عن زوال الحدّ بين الصواب والخطأ.

Nov 7, 2021 Feb 21, 2022 Feb 24, 2022

 رؤية تغض الطرف عن الأخطاء، وتتجاوزها خوفا أو طمعا أو كبرياء وغرورا. وإذا كان هذا الأمر مضرا على مستوى التجارب الفردية، فإنه على مستوى الجماعات والمؤسسات أكثر ضررا وأشد خطرا وأبعد أثرا. فلماذا يميل كثير من الناس إلى تجاهل الأخطاء أو السكوت عنها؟ وما الأضرار المترتبة على ذلك؟

يرتبط الخطأ في أذهاننا، في معظم الأحيان، بالنقص الذي هو ضد الكمال، سواء كان هذا النقص نقصا في المعرفة أو الذكاء أو الخبرة، فكأن الخطأ في التصور العام مؤشر على نقص المخطئ، وقلة أهليته. وعلى الرغم من معرفتنا بأن الكمال مطلب مستحيل، إلا أنّنا نتأذى كثيرا حين ينعتنا الآخرون بالنقص أو الجهل أو السذاجة، ولكي نتجنب هذا الأذى وما قد يترتب عليه، فإننا نلجأ إلى إنكار الأخطاء، ويتملكنا الخوف من الاعتراف بها. 

ولعل تجارب الطفولة تشير إلى جانب كبير من هذا الأمر، فكم من الأخطاء ينكرها الصغار خوفا من إخراجهم من دائرة الثقة والمحبة والكمال. ولعل اهتزاز الثقة بالنفس يعد من أكثر العوامل التي تدفع الإنسان، وربما الجماعات، إلى التعامل مع الخطأ على أنه مصيبة وقعت، لا بد من إيجاد طريقة ما للتستر عليها وتغطيتها، ويتبع ذلك بالطبع الخوف من تحمل المسؤولية، وما يترتب عليه من مواجهة ومحاسبة؛ إذ يميل الإنسان، كما ذكرنا، إلى أن يظهر للآخرين كماله وعبقريته وذكاءه وأهليته، وكل ذلك قد يُخدش ويشوّه حين يوسم بأنه من الذين وقعوا في الخطأ. وهذه الأسباب التي ذكرناها تشير إلى عدم النضج، ورؤية الأمور بمنظور الطفولة التي تبحث عن الرضا، وتستجلب المدح من الآخرين، رغم أن الناجحين الكبار يدعوننا دائما إلى عدم الخوف من الاعتراف بالخطأ، لأننا حين نفعل ذلك «نقول إننا اليوم أكثر حكمة من السابق».

وربما يكون الخطأ الشخصي أخف وطأة وأقل ضررا من الأخطاء المهنية وصور التقصير، التي باتت مستشرية في كثير من المؤسسات والهيئات ودوائر العمل، والتي كثيرا ما تدفن تحت السطح البرّاق بصمت وتجاهل حينا، وبتواطؤ غير معلن حينا آخر. فهذه ضررها يتجاوز صاحبها، ويمتد إلى الآخرين، وقد يصيب بنية المجتمع كله بالضعف والهشاشة. وعلى الرغم من أنّ نتائج هذا الفعل قد لا تظهر واضحة في حينها، إلا أنها مع الوقت ستتضخم وتكبر، ولن يكون تداركها سهلا، ولا علاجها يسيرا. وليس القصد أن نقف عند كل صغيرة وكبيرة، نترصد كل خطأ، ونضعه تحت مجهر الفحص والمحاسبة، فهذا من شأنه أن يرهق الأفراد والمؤسسات، ويشغل الناس عن رسالتهم الكبرى، وأهدافهم بعيدة المدى التي يرومون تحقيقها. ولكنّ سياسة التجاهل والتعامي عن الأخطاء، في المقابل، تقتل عافية المجتمع، وتقوض أركانه، وتمنح الفرص للمقصرين المهملين لأن ينجوا من مغبة تقصيرهم، ويكرروا أخطاءهم، فهي تعطيهم الشعور بالأمان الدائم الذي يفقدهم الإحساس بالمسؤولية الجماعية، ويخرجهم من دائرة المحاسبة التي تعد صمام أمان يحميهم ويحمي من حولهم. ولعل الأمر يتضاعف خطره حين نتجه إلى الكيل بمكاييل مختلفة؛ فنحاسب فئة، ونغض الطرف عن أخرى؛ لأن الفئة الأخرى ستظن أنها محصّنة، وسيدفعها هذا الظن إلى التمادي، في حين تقع الفئة الأولى تحت وطأة الإحساس بالظلم، وكلا الفريقين لن يقدم ما نرجوه من عطاء وعمل. ولن يسهم هذا النهج إلا في تضخيم الذات عند الأولى، وتضخيم السخط عند الثانية. ولا يبدو لي أن بيئة العمل التي يتكاثر فيها أمثال هؤلاء، قادرة على تحقيق مستويات عالية من الإنجاز الحقيقي والنجاح الراسخ المتين. وقد يكون من المهم في هذا السياق أن نشير إلى أن الوقوف عند الخطأ والاعتراف بوجوده، لا يعني بالضرورة معاقبة المخطئ، فليس القصد العقاب في ذاته، ولكن القصد إيجاد سياسة واضحة وناضجة ومسؤولة، للتعامل مع الأخطاء المهنية واتخاذ القرارات العادلة والصحيحة بشأنها.

قادة العمل الإداري يرددون دائما أنه «يجب على الإنسان أن يكون ناضجا بما يكفي ليقر بأخطائه، وذكيا بما يكفي ليتعلم منها، وشجاعا بما يكفي ليصححها»، فإنّ هذا التوجه لدى بعض الأفراد المخلصين الصادقين، قد يغيّب في ظل أجواء تتعامل مع الأخطاء المهنية تعاملا ينبئ عن عدم النضج، وعدم الذكاء، وعدم الشجاعة؛ إذ لا يمكن أن نتصور أن يكثر أمثال هؤلاء المخلصين في بيئات تفتقر إلى الشفافية والعدل والمساواة. 


وليس من الحكمة أن نتوقع استمرار النجاح في إدارة مؤسساتنا، إذا كان سلوك كثير من قادتها وموظفيها يميل نحو التستر على التقصير والإهمال، والتغاضي عن الأخطاء. وأذكر في هذا السياق أنني سألت، قبل سنوات، أحد المسؤولين في واحدة من أهم مؤسسات الدولة، عن الأسباب التي دفعتهم إلى عدم نشر نتائج أحد التقارير المهمة جدا، فكان جوابه «إذا بليتم فاستتروا»! فلم أجد حينها ما أقوله أمام هذه المفارقة الصارخة. حادث تحرش الطفلة والان تصوير جريمة ذبح الاسماعليه 


لا ينكر المرء صور النجاح الكثيرة التي يراها في مجتمعاتنا، ولكنه يطلب في المقابل ألا ننكر صور التقصير أيضا، وأن نتحلى بالنضج والذكاء والشجاعة في التعامل معها، حتى نخرج من دائرة التواطؤ على قبول الأخطاء والتغاضي عنها، وأذكر في هذا السياق عبارة لجبران توقفت عندها يوما «لا يستطيع فاعل السوء بينكم أن يقترف إثما بدون إرادتكم الخفية ومعرفتكم التي في قلوبكم».

متصيد الاخطاء 

إذا رأيت شخص يتصيد لك الأخطاء فى العمل أو فى محيط الأصدقاء، فتأكد أنه إنسان يحب الظهور على حساب الآخرين، وربما يرى فى نجاحك ضررًا له وثق أنه بعيد عن ربه وناقم على الآخرين .


فلا تتمسك به وعامله بنفس معاملته ولا تحاول إرضاءه.. لأنك مهما فعلت لإرضائه سوف يستمر فى أفعاله الدنيئة. وثق تمام الثقة أنك ستنتصر عليه فى النهاية. تصيد أخطاء الآخرين ظاهرة متواجدة وبكثرة، وهى بالمعنى الأصح تكون (لقافة).


الحياة جميلة ورائعة وعلينا أن نكون أكثر مرونة فى التعامل مع غيرنا ولا ندع الغيرة والانتقام تسيطران على نفوسنا فلا أحد منا معصوم عن الخطأ والإنسان خطاء وخير الخطائين التوابون


الأخطاء تقع ونحن لسنا ملائكة، وتقبل وقوع الأخطاء والتجاوزات جزء من واقعية الحياة، والأشخاص الكبار من الداخل، الواثقون من أنفسهم هم الأكثر ميلاً للتسامح والترفع عن تصيّد أخطاء الآخرين، والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، هؤلاء يتمتعون دائماً بأريحية واسعة، تجعلهم دائماً متصالحين مع أنفسهم، بعيدين عن التوتر والصراع، تصيد الأخطاء أسلوب سلبى، يلجأ إليه البعض ليثبت لنفسه أنه أفضل من الآخرين، فهم أيضاً يخطئون، وربما يكون مبرره عند البعض هاجسه الخوف والشك، وأحياناً يكون المبرر بحثاً عن مثالية وهمية لكن بغض النظر عن المبررات، فالنتيجة أن تصّيد الأخطاء يباعد بين هذا الشخص والآخرين، ويزرع بذور خلافات يكون الناس فى كثير من الأحيان فى غنى عنها . التسامح يمنح الإنسان فضاء واسعا، ويجعل القضايا مهما كبرت صغيرة فى نظره، وبالتالى تختصر على الإنسان الكثير من المسائل التى تستهلك طاقة ووقتاً، فالعمر أقصر مما نتخيل، ومن الظلم أن نخسر جزءاً منه فى صراعات لا تجدى.

الخطأ أن ننسى كل الضوء لننشغل بالظلال، الخير موجود فى داخلنا، نحتاج فقط أن نجعل هذا النور يصل للآخرين، أن نمد الجسور بدلاً من أن ننسفها، عندما نمنح الحب للآخرين فنحن بطريقة غير مباشرة نهدى السعادة لأنفسنا، قد لا تستطيع أن تكسب هذا الشخص كصديق اليوم؛ ولكن هذا لا يعنى أبداً تصنيفه فى خانة الأعداء، يقول بشار بن بُرد :

**

كلنا نرتكب الأخطاء.. رجاءً توقف عن جلد ذاتك

May 26, 2018
لكننا أحياناً نأخذ هذا الألم الناتج عن الأذى بمستوى عميق جداً، ونبدأ بلوم أنفسنا عليه. فبدلاً من النظر إليه كشيء يتشارك فيه كل البشر، نأخذ كل شاردة وواردة بشكل شخصي وكأن كل العوارض التي تحدث وتتصادم معنا هي خطؤنا وحدنا فقط.
ولمواجهة كل هذا نقوم بشكل تلقائي بتطوير استراتيجيات دفاعية قد لا تكون صائبة، مثل الاستمرار بالمكابرة وكتمان الألم الداخلي، الابتعاد عن الاحتكاك بكل ما قد سبب لنا أي جرح في الماضي، طلب المزيد من الكمال والمغالاة في انتقاد تصرفاتنا. وبالطبع، فإن استراتيجيات التكيف هذه قد لا تكون فعّالة على الإطلاق بل إنها ربما تزيد الموقف ظلامًا والعقل انتكاسًا.

السبب الأول: هو رغبتنا وسعينا للكمال المحال الذي لن يتحقق، فكل شي بشري محكوم بالنقصان.

ليس خطؤك بالمرة أنّ شخصًا ما لم يحبك أو لم يتقبل مواقفك السياسية أو الطريقة التي تعبر بها عن نفسك، أو حتى أنه  سخر من المواهب التي تمتلكها وتظن أنتَ أنها تميزك. هذه مشكلته هو وحده وليست مشكلتك. الأشخاص المناسبون ستجدهم في الوقت المناسب وسيقبلونك بل وسيحبون كل تفصيلة فيك.

بل وحتى الفشل الذريع أيضًا لا يستحق أن تلوم نفسك عليه. نحن بشر نعلم أن الأخطاء مزروعة في طبيعتنا حتى النخاع. هل تظن أن العالم سيقف ليشاهد أو يراقب تلك الغلطة الخطيرة التي ارتكبتَها والتي لن تتكرر!! لا تقلق، فهي ستتكرر بشكل مملّ وربما يجب بالمقابل أن نشعر بالامتنان لهذا الكون الذي يتحمل كل هذا القدر من الرتابة والملل.

العلاقة بينك وبين قلبك وعقلك وروحك هي أهم علاقة يمكن أن تملكها. فلا حرج في أن تثمن هذه العلاقة وتقدمها على أي شخص، ولا تفكر أنك بهذا قد أصبحتَ أنانيًا، كل ما في الأمر أنها مسألة أولويات لا أكثر

هنا خطوات عملية ستساعدك حتماً في التخلص من هذا الكابوس المزعج. تذكّر دائماً أنك على الأقل أفضل من 100 ألف شخص يعيشون الآن على وجه هذا الكوكب، ومهما بلغ حجم إخفاقاتك وألمك فإنها لن تأخذ حتى أقل من 1000 جزء من الثانية لتتبخر عبر ثقب الأوزون وتُنسى كأنها لم تكن. فقط حاول أن تُلزم نفسك ببعض هذه الحلول

لا شك في أن لديك العديد من المواهب المدفونة، لكن إذا قضيتَ يومك محاطاً بنفسك، فلن ينتهي بك الأمر إلى استخدامها.
استخدم خبراتك لمساعدة الآخرين وتقديم الدعم لمجتمعك، سوف تجد نفسك تبحر بعيدًا عن الأخطاء التي اقترفتَها والتي تحاصرك الآن. انخرط في الأعمال الخيرية، تطوع فالتطوع يُعتبر طريقة رائعة للحصول على رؤية أوسع لكل ما حولك وتوقف عن التقوقع حول نفسك.
*******
إذا كنتَ تنتقد نفسك، فمن المحتمل أنك تنتقد الآخرين أيضًا، ربما دون أن تدرك ذلك. الحكم على الآخرين هو مضيعة للوقت الخاص بك الذي كان من الممكن أن تقضيه في تحسين وتطوير نفسك بطريقة ما.
بدلاً من الحكم على الآخرين، ابحث عن الخير في كل شخص تقابله، حاول أن ترى الأشياء من وجهة نظرهم. علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين يحكمون على الآخرين يعتقدون أن الآخرين يحكمون عليهم أيضًا. قم بالتخلي عن فكرة أن الجميع يقيّمون تصرفاتك، وستتمكن من الاستمتاع بحياتك على أكمل وجه.
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق