السبت، 19 فبراير 2022

الاغتصاب ***********

Jan 23, 2021 Jul 9, 2021

 قالت لوالديها: "عندما كنت بعمر الرابعة اغتصبني البستاني" - اندهش والداها من كشفها لما حدث، أما هي فكان الأمر بالنسبة لها بمثابة فتح الأبواب على مصراعيها نحو عالم جديد.

ومنذ تلك اللحظة، وتارا تتكلم علنا عن موضوع العنف الجنسي الذي مرت به وذلك في نقاشات عامة ومع الأصدقاء، حتى أنها ألفت كتابا حول الموضوع. وتقول: "لا تزال في مخيلتي بعض الذكريات عن الحادثة. أعرف اسمه. أعرف شكله. أذكر شعره الأجعد القصير والدم على ثوبي الأزرق".

وعندما كبرت، صارت تفكر في كل تلك الحالات المتعلقة بالعنف الجنسي التي ترتكب كل يوم. أرادت أن تفهم لماذا يحدث هذا. "يعد كتابي (لماذا يغتصب بعض الرجال) ذروة رحلة شخصية ومهنية مررت بها. لكنه جاء مصحوبا بصدمة جراء كل ما مررت به".

كانت تتظاهر بأنها هندية مقيمة في أستراليا وتجري بحثا قبل إنتاج فيلم يدور حول حياة الرجال العاديين. وكتبت: "الأسئلة الـ 250 التي طرحتها عليهم، والأشياء التي لاحظتها كانت متشابهة لدى جميع الرجال، لكنني لم أخبرهم أبدا أنني كنت أدرسهم لأنهم كانوا معروفين كمغتصبين"

لم تتوقع أن يبدأ ثلاثة من الذكور الذين كانت تجري معهم مقابلات، بتحسس أجسادهم أثناء الإجابة على الأسئلة الحميمة التي طرحتها.

: "كان هذا الرجل الصغير الجالس قبالتي واحدا من أكثر من ارتكب سلسلة جرائم جنسية (وفقا لاعترافه). وقعتنساء كثيرات منقريته الصغيرة فريسة له".

وتضيف: "ومع ذلك، لم يكن خلف القضبان ولا حتى منبوذا، بل كان هنا وسط مجتمعه. وعلاوة على ذلك، لقد شعر بالإثارة بسببي ولم يتردد فيلمس جسده".

وأثرت كل هذه التجارب بالفعل على صحتها العقلية.

وقالت لبي بي سي: "عندما أنهيت هذه المقابلات، أدركت أن هناك صدمة تراكمية كان علي معالجتها من خلال طلب العلاج النفسي. تعاملت مع موجات كثيرة من الاكتئاب، وكنت أحيانا أعض شريكي أثناء نومي وأطلب منه ألا يتحرش بي".

وفي نهاية المطاف، خرجت تارا بفهم واضح: "كان هؤلاء الرجال يفتقرون تماما إلى فهم لمعنى الموافقة (من طرف المرأة) كما يغيب عنهم فهم موحد لماهية الاغتصاب".

أكد معظم الرجال حالات الاغتصاب التي أقدموا عليها أثناء مقابلاتها معهم. وكانت قد قررت عمدا عدم التحدث مع المغتصبين المدانين. وتشرح سبب ذلك: "الناس لا يعيشون كجزر معزولة، فدراسة الرجال دون دراسة محيطهم قد يؤدي إلى الحد مما يمكنني التوصل له".

وتأثرت الأستاذة على نحو خاص بقصة الناجية من الاغتصاب التي كانت تبلغ من العمر خمس سنوات، وقررت مقابلة أسرتها.

تقول د.مادوميتا: "عندما سمع الأب أن ابنته تعرضت للاغتصاب، أصيب بانهيار عقلي وهجر الأسرة. كانت الأم هي التي ذهبت إلى الشرطة وتولت جمع الأوراق من أجل التبليغ عن الجريمة، دون أن يكون لديها أمل كبير في الحصول على العدالة".

أرادت د.مادوميتا أن تفهم موقف هؤلاء الرجال تجاه النساء وكيف أن هذا التفكير يسهم في العنف الجنسي المستشري.

"على الرغم من الاختلافات في طبيعة الجريمة، إلا أن القاسم المشترك بينهم هو الشعور بالاستحقاق، الذي يشير إلى امتياز الذكور في مجتمعنا".

ولاحظت انتشارا كبيرا للوم الضحية بين الجناة وانعداما كبيرا في فهمهم لمعنى الحصول على الموافقة.

زيف الأسطورة الشائعة التي تقول إنه غالبا ما ينظر "للمغتصبين على أنهم غرباء يتربصون في الظل".

: "لكن في هذه الحالة، كان معظمهم يعرف الضحايا. لذلك يصبح من السهل أن ندرك كيف يمكن لأي شخص أن يكون مغتصبا - هؤلاء ليسوا رجالا استثنائيين".

توصلت الباحثتان إلى أن المجرمين عادة ما يلومون الضحية

 الضحايا يكونون على معرفة بالجناة في عدد هائل من حالات الاغتصاب،

يعتقد نشطاء أن هذا قد يكون سببا لعدم التبليغ عن الجريمة.

 "يُعد نقص التبليغ مشكلة، لأن الجناة معروفون في الغالب للضحايا".

غالبا ما يكون أولئك الذين يتم الإبلاغ عنهم، هم مرتكبوالجرائم الأكثر وحشية أو التي تشكل صدمة للمجتمع وتتصدر عناوين الأخبار.

هل عقوبة الإعدام هي الحل؟

ليست الهند هي البلد الوحيد الذي يسجل معدلات عالية من حالات الاغتصاب، لكن كثيرين يعتقدون أن المجتمع الذكوري قد يجعل الأمور أسوأ.

 "يتزايد استخدام الاغتصاب كأداة لتأكيد السلطة ولترهيب الضعفاء في الهند"."لقد تحسن الوضع في البلاد عندما يتعلق الأمر بالإبلاغ عن الاغتصاب، لكن السيء في الأمر هو أن نظام العدالة الجنائية المخزي لا يزال عرضة للضغوط السياسية، أي أنه يسمح لكثير من المتهمين بالإفلات من الجريمة، إلى جانب وجود عدد أقل من الإدانات الإجمالية المتعلقة بالاغتصاب".

إعادة التأهيل. يجب أن نوجه انتباهنا نحو التغيير المجتمعي الهيكلي الذي يعالج علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجال والنساء في بلدنا".

التركيز على العامل الفاعل في هذه الجريمة وهو الرجل. كيف نوقفهم؟ بتعليمهم أن يكونوا أفضل منذ مرحلة الطفولة".

لم يتلق أي من الرجال الذين قابلتهم تارا، والذين ينتمون لجميع الطبقات الاجتماعية، أي نوع من أنواع التربية الجنسية في مدارسهم. "بدلا من ذلك، يميلون إلى تلقي معرفتهم من أحاديث في غرفة خلع الملابس، ومن أصدقاء جاهلين مثلهم، ومن العاملين في مجال الأفلام الإباحية أو الدعارة".

شهد كثير منهم أعمال عنف أثناء الطفولة.

قالت تارا في كتابها: "إلى جانب مشاهدة الصبي للأب وهو يضرب الأم، ومعاناته من نقص الحب، فإن التعرض للعنف المتكرر على يد الأب أو غيره من الذكور الأكبر سنا هو موضوع يتكرر مع الأشخاص الذين تحدثت معهم والمنتمين لمختلف الطبقات الاجتماعية".

 الرجال قد فتحوا أعينهمعلى فكرة تمتعهم باستحقاق مطلق للسلطة.

 لماذا يغتصب الرجال؟

 الاغتصاب جريمة معقدة. كل قصة فريدة وذاتية للغاية؛ بعضهم كان مشاركا في اغتصاب جماعي، والبعض على معرفة بضحاياه، بينما اغتصب بعضهم أشخاص غرباء تماما. هناك أيضا أنواع مختلفة من المغتصبين؛ فهناك المغتصب الغاضب، والسادي، والمغتصب المتسلسل".

المغتصب يمكن له أن يكون أي شخص: يمكنه أن يكون زوجا أو زميلا أو صديقا مقربا أو شخصا نواعده أو زميل دراسة أو أستاذا.

 الافتراضات المتخيلة حول ما سأراه داخل السجن، وكانت تلك الصور تعتمد إلى حد كبير على ما شاهدته في أفلام بوليوود: رجال ذوو مظهر مخيف - وربما توجد في وجوههم ندوب وكدمات ويرتدون ملابس مخططة. كنت أخشى أيضا أن يسيء هؤلاء الرجال التصرف معي أو أن يمروا تعليقات بحيث أشعر بعدم الارتياح من التجربة".

لكنها سرعان ما أدركت أنهم لم يكونوا جزءا من مجموعة متجانسة. "كلما قضيت وقتا أطول في التحدث معهم وسماع قصصهم، كلما بدا الوضع أقل غرابة وأقل استثنائية، وهذا بالضبط ما نحتاج إلى فهمه".

تدعو إلى تفكير مشترك، كمجتمع، لمعالجة قضية العنف القائم على أساس الجندر، 

 الفكرة القائلة بأن الرجال من حولنا يمكن أن يكونوا مصدر خطر تبدو فكرة مرعبة، لكنها ليست بالفكرة الجديدة. فنحن نعيش في مجتمع ذكوري، قد لا يغتصبك شخص ما، لكن يمكن لتلك السلطة والهيمنة الذكورية عليك أن تظهر بعدة طرق مختلفة".

كما تشير إلى أشكال كراهية المرأة اليومية، مثل التحيز ضدها في مكان العمل والتحرش في الشوارع، وكيف أن هذه الأمور تسير دون أي رادع ما لم يخرج الوضع عن السيطرة. "يغضبنا أن نعرف أن مغتصبا قد علق على اختيار الضحية للملابس واستخدمها كذريعة لاغتصابها. ولكن لماذا نشعر بالفزع الشديد؟ لماذا نندهش من أن السلوك اليومي الذي جعلناه طبيعيا، يتضخم، ثم يتجلى بصيغة أكثر تطرفا؟"

 "عندما انتهى بي الأمر بالتحدث مع مغتصبين، رأيت أن مفرداتهم ومبررات أفعالهم تنبع في الواقع من التعليقات المستخدمة في الأوساط التي نشأوا فيها".

*

 اغتصاب الزوجة يخرج من العتمة إلى الفضاء العام


Jun 6, 2021

 "الاغتصاب الزوجي" دعاة إسلاميون ومؤسسات تدعم حقوق المرأة وباحثون في علم النفس وعشرات الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يرى بعضهم إجبار الزوج لزوجته على إتمام العلاقة الجنسية حتى ولو كان دون رغبتها "حقا مشروعا"، فيما يراه آخرون جرمًا يستوجب العقاب.

 لا يعترف كثيرون بهذا المصطلح ولا يجدون فكرة الاغتصاب قائمة بين المتزوجين.

علم النفس الإيجابي" أن المطلوب من العلاقة الجنسية للزوجين ليس بالضرورة أمر واحد، "فالرجل يريد أن يبلغ ذروته، فيما ترغب المرأة في الاستمتاع بكافة تفاصيل العلاقة ومراحلها الجنسية والنفسية والعاطفية".

 قديمًا كانت هناك متنفسات للرجل لإقامة علاقات متعددة سواء بزيجات أخرى أو خارج إطار الزواج، لكن الآن أصبحت القيم المجتمعية المعاصرة تتطلب الالتزام بعلاقة أحادية والعمل على إنجاحها وتجديدها باستمرار.

 هناك تقنيات نفسية عديدة لزيادة التناغم الجنسي بين الزوجين وترغيب الطرف الآخر، مؤكدًا أن الحل ليس في القسوة والغصب.

يوافق كثير منهم في ذلك الداعية المثير للجدل عبد الله رشدي الذي وصف المنددين بالاغتصاب الجنسي بـ"المنبطحين للغرب" وقال إن "الامتناع عن الزوج دون عذرٍ حرامٌ .. وفاعلةُ ذلك ملعونةٌ، ولزوجِها تأديبُها على ذلك بالضرب غيرِ المُبرحِ بعد وعظِها وهجرِها".

الممتنعة عن زوجها "ملعونة" و يحق للزوج "تأديبها".

*

الاغتصاب الزوجي، أو ما يُعرف في الغرب بـ"Martial Rape" قضية عالمية قديمة، تعاني منها نساء المجتمعات المتحضرة في بلاد العالم الأول، وتُسَنُ لها القوانين ويُحبس بسببها الزوج سنوات طوالاً، وأحياناً يُقتَل بيد المُغتَصَبة زوجته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق