Mar 14, 2021
إنسان هذا العصر يعلي من قيم الفردانية
يمثل النجاح الذي لقيه أنصار ما بعد الحقيقة أحد أعراض مجتمع ما بعد الحداثة، الذي شهد صعود محرفي المفاهيم المتعلقة بالنسبية، فالتخلي عن قول الحقيقة يقلل من ثقتنا في تقدم المعارف ويسيء إلى المعايير الضرورية لسيرورة وجود الفرد كإنسان ومواطن. إن الجميع يقرّون بأن المواقع الاجتماعية بوتقة مميزة للطاعنين في الحقيقة، ولكن أليس لهذا الخطر الذي يهدد الحقيقة جذورٌ أعمق؟ ألا تجد ما بعد الحقيقة مرجعيتها في ميل الإنسان إلى التعتيم على الحقيقة؟ إن الإبانة عن منطلقات ما بعد الحقيقة تفترض إعادة وضع العلاقات بين لزوم الحقيقة وقوة نكرانها في سياق فلسفي.
ظهر مصطلح “ما بعد الحقيقة” أول مرة في مقالة لستيف تيشيك (1942-1996) وهو أميركي من أصل صربي، كان نشرها عام 1992 على أعمدة الأسبوعية الأميركية “ذي ناشيون”، بيّن فيها كيف أن الأميركان اعتادوا ألّا ينظروا إلى الأخبار السيئة. ثمّ انتشر بشكل دفع معجم أكسفورد إلى إدماجه كأهمّ لفظة جديدة للعام 2016.
سرعان ما اتضح أنها تعبر عن ظاهرة عالمية تنذر بعهد جديد، صار فيه الفصل بين الصواب والخطأ، الحق والباطل، مسألة ثانوية، مثلما صار الالتزام بالحقيقة أمرا عفا عليه الزمن.
صار كل شخص يشك في كل شيء
لقد كان الشكّ منذ القدم طريقا إلى اليقين، ولكن “الشكّ السيّء” يندسّ في كل شيء على نحو يبعث على اليأس من بلوغ الحقيقة الموضوعية، بل إن وسائل الميديا الكلاسيكية كالصحافة والإذاعات والقنوات التلفزيونية، التي يفترض أنها تقوم بدور سلطة مضادة، صارت محلّ انتقاد آليّ تقريبا، حيث يعتبر المنتقدون أن ما تنشره هراءٌ (bullshitting) أو أخبارٌ زائفة (fakenews)، وأن المواقع الاجتماعية هي البديل لكل من يروم وقاية نفسه من الأخبار الكاذبة والآراء المضللة.
عندما يعرض المستخدم رأيه على موقع اجتماعي يصبح من الصعب أن يمنع مشاركيه من اعتبار ذلك الرأي نظرية وأن يخضعه لمبدأ قابليته للدحض، لأن الغاية في الشبكة هي البحث عن أصداء ضرورية لتدعيم إحساس، وبدل تعديل الموقف على ضوء مواجهته بواقع موضوعي، ينطلق المستخدم في تصورات خيالية تغذي “نظريات المؤامرة”. والمفارقة أن أولئك المنتقدين يطالبون في منشوراتهم وتسجيلاتهم بالكشف عن الحقيقة ولكنهم ينكرون حقائق ثابتة معترف بصدقيتها من زمان، فيتحولون إلى دعاة شكّ عام.
في كتاب “فلسفة ما بعد الحقيقة”، بين ألان كامبيي، الأستاذ المحاضر بجامعة العلوم والتكنولوجيات في مدينة ليل الفرنسية، أن عصر ما بعد الحقيقة يبدو للسواد الأعظم من المفكرين رِدّة ثقافية لكونه يحيل على موقف تقليديّ بال هو إنكار الحقيقة، ووصف ذلك بـ”عقدة جوكاستا”، إحدى شخصيات مسرحية “أوديب ملكا” لسوفوكليس، حيث ثمة مواجهة دالة بين ساعٍ إلى الحقيقة بأي ثمن، ومتعنّتٍ يرفض الإقرار بها.
تتبدى ما بعد الحقيقة كتعبير عن إرادة قوة كلبية (نسبة إلى المذهب الكلبي الذي يقول باحتقار الأعراف والتقاليد والأخلاق السائدة والرأي العام) تستهين بالمعايير الإبستيمولوجية. وهي نيهيلية إدراكية تحمل في طياتها نيهيلية إيتيقية، لكونها لا تقيم وزنا لأي معيار في موازنتها بين الخطأ والصواب، بين الحق والباطل.
ولكن من السذاجة الاعتقاد بأن ذلك يصدر فقط عن مستخدمي الإنترنت الذين يجترون في المواقع الاجتماعية نظريات متهافتة، لأن نشر الإشاعات والأخبار الزائفة صار نمطا من أنماط الحياة في هذا العصر، مثلما صار كل فرد يعتقد أنّه مخوّل لقول حقيقته، كما تتبدى له عن قناعة أو عن رغبة في لفت الانتباه، في عصر تُمجّد فيه التفاهة والرداءة.
نيتشه الذي همّش البحث عن الحقيقة، وصارت الرغبة في تصوره هي التي تتحكم في الفرد، حيث يدعو كل واحد إلى حقيقة على قدر مصلحته. أي أن هشاشة مبدأ الحقيقة جاءت من فلاسفة طعنوا في وجود حقيقة دون شروط، ثم تخلصوا من مبدأ الحقيقة نفسه ومن الإرث ألأنطولوجي الإغريقي، ليوجدوا نيهيليةً مهدت لظهور ما بعد الحقيقة.
الإنكار حالة مرضية
الندم والخطأ
Oct 6, 2021
مادام الإنسان حيا فلابد من ارتكابه الخطأ فهو من خواص الإنسان
وبدونه لا يمكن التطور، فهو كما قال باشلار: (الحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه) وكما قال طاغور (إذا أوصدتم بابكم أمام الخطأ فالحقيقة ستبقى خارجه) ولكن هناك خطأ يمكن الاعتذار عنه، بل يمكن اتخاذه دليلا إلى الصواب فى المستقبل، ولكن هناك خطأ يتجدد نزفه مع الزمن، وترى دمه على وجهك فى المرآة كل صباح. وهو خطأ الإنسان على عائلته، وعلى أصدقائه. وهنا أعترف بخجل ضارع بأني أخطأت على عائلتي ابتداء من اختيار بعض الأسماء إلى التدخل فى بعض الخيارات. أما الأصدقاء الذين أود الاعتذار منهم لخطأ غير مقصود صدر مني بحقهم فهم الأخوة: حبيب الأسود ومحمد الشقاق وحسن الحبابي. وسأشعر بسعادة غامرة حين يتجاوزون عن هذا الخطأ.
أسباب كثيرة لصدور الأخطاء، من أهمها:
ضيق الأفق عن رؤية الاختيارات الأخرى ـ وجهل احتمالات المستقبل ـ والاستسلام لقيم الثقافة السائدة ـ والسرعة فى اتخاذ القرار ـ والحالة الآنية ذهنيا وعاطفيا..كل هذه وغيرها هي السبب فى صدور الخطأ. أما اللاوعي فتصدر عنه بعض الكلمات المعبرة بصدق عن نفسية المرء بخلاف ما يريد التعبير عنه بالوعي.
افتراس الخطأ لنفسية المخطئ واضح. أما الذي وقع عليه الخطأ فهو يختلف باختلاف الخطأ: فقد يكون عثرة لسان، يمكن الاعتذار عنها، ثم نسيانها من الطرفين، وقد يكون خطأ لا يمكن تداركه ولا إيقاف نزفه. وهنا يختلف حال المخطئ عن حال من وقع عليه الخطأ: فالمخطئ لا ينطفي جمره، أما من وقع عليه الخطأ فقد يسامح حتى حدود النسيان، وقد يغضب (غضب الخيل على اللجم) كما قال القدماء، وقد ينتقم بكيفية ما من الانتقام، وأعتقد أن ذلك من حقه.
*
Jun 18, 2021
ع الغرور الزائد.. لا يسمح الشخص بأن يهز أحد التمثال اللى بناه لنفسه طوال حياته، ومع عدم الثقه.. يكون الشخص حساس جدا لأى انتقاد ، فإذا قال له أحد إنه مخطئ يبدأ في دفاعه عن نفسه بشكل هجومي".
وتضيف :" الشخصية الكماليه التى تحب ان تكون حياتها دائما صحيحه ومثالية، تتمثل في الاشخاص الذين تكون لديهم توقعات عالية جدًا من أنفسهم، فيكون لديهم جلد ذات عنيف وإحباط شديدين؛ اذا شعروا انهم أخطئوا، فيهربون من الاعتراف".
*
التجربة والخطأ جزء مهم من كيفية تطور عقولنا ومهاراتنا.
أدت الأخطاء التي ارتكبها مخترعون إلى اكتشافات أكبر
الخوف من ارتكاب الأخطاء قد يعني عدم استغلال الفرص المتاحة
*
Feb 9, 2022
"أنت تتعلم من أخطائك".
الكيفية التي يتعلم بها الطفل الصغير المشي
"عقلية النمو" - وهو الاعتقاد بأن الذكاء شيء يمكننا العمل عليه وتطويره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق