الخميس، 24 يونيو 2021

الإنجيليون الجدد.. ديمقراطية باسم الرب في أمريكا

Oct 3, 2020

 وكما تشكلت بقوة ظاهرة "المحافظون الجدد" على عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش، فإننا نقف اليوم على أبواب ظاهرة أخطر وهي "الإنجيليون الجدد"، ويبقى المسلمون من أكثر المعنيين بهذه الظاهرة لما يحمله هؤلاء من أفكار معادية للمسلمين، وكمثال على أفكار هذه الطائفة، فقد أثار "دونالد جينيور" -ابن الرئيس الأمريكي- الجدل عندما نشر على حسابه صورة لمسدّس، يحمل شعار الحملات الصليبية، وبدا نجل الرئيس الأمريكي محتفيا بالسلاح، ومُنتشيا بما نقل عليه من شعارات أبرزها الشعار الذي يمثل الحروب الصليبية.

مذهب الإنجيل المتشدد.. الطريق نحو البيت الأبيض
تشير التقديرات إلى أن أعداد معتنقي المذهب الإنجيلي المسيحي، يبلغون 640 مليون شخص حول العالم، من بينهم 208 في آسيا، و127 في أمريكا اللاتينية، و93 مليون في الولايات المتحدة لتكون بذلك من أكبر المذاهب الدينية داخل أمريكا.
لعل ما يشتركون فيه هو تفسيرهم المتشدد للإنجيل، وهو التفسير الذي يعتبرونه الأصح والأقرب "لتعاليم المسيح"، وهو ما يجعلهم من أكثر المنتمين للمذهب البروتستانتي تطرفا، وتفسيرهم للإنجيل هو ما يضعهم في مقدمة الصف في المعارك ضد الإجهاض، أو التعديل الجيني.
ويرفض الإنجيليون أي جهد من أجل تأويل جديد أو اجتهاد في ما يتعلق بتفسير الإنجيل، ويرفضون رفضا قاطعا أي حديث عن نظرية داروين في التطور، ويكرّسون نظرة فوقية للعامة، ويعتبرون أن هؤلاء باتوا ضحية لظاهرة العولمة، والحل أمامهم هو اعتناق أفكار الإنجيلية التي تمنحهم "حياة جديدة"، ويعدِون من يتبعهم في أفكارهم بالازدهار والتنمية.
ولا يمكن القول إن هذه الطائفة هي للفقراء، بل على العكس هناك كثيرون من أتباعها من أغنياء البلاد، ومنهم من يروّج لفكرة أن الغني غير مجبر على مساعدة الفقراء، وينشط أتباع هذا المذهب كثيرا في التبشير، مروّجين لكون أي نظرة حداثية للمجتمع هي مخالفة لإرادة الله.
وتعتمد هذه الطائفة في انتشارها الكبير على الدوغمائية القائمة على أنّ من ليس من هذه الطائفة فهو ضدها وخارج إرادة الرب، وعلى اللعب على العواطف والمشاعر بعيدا عن أي خطاب عقلاني، كما أنها أيضا قائمة على سهولة الانتماء لها فهي لا تضع قوانين صارمة للانتساب لها، لكن التدرج في هيكلها التنظيمي يبقى حكرا على قلة قليلة، وينضاف لكل هذا قدرات مالية كبيرة، تأتي من تبرعات أتباع الكنيسة والمنح السخية من أغنياء الولايات المتحدة.
مسيحيون من أجل إسرائيل" هو شعار منظمة "آيباك" الصهيوأمريكية" التي تضع قدما راسخة لإسرائيل في أمريكا

توبة "ترامب".. غفران محرج للكنيسة

تظهر إحصائيات مركز الأبحاث الأمريكي (PEW) أن الإنجيليين يشكلون المجموعة الدينية الأكبر في الولايات المتحدة، ويمثلون 25.4% من الأمريكيين مقابل 22% يقولون إنهم غير متدينين، و20% ينتمون للمذهب الكاثوليكي.
فما الذي يجعل طائفة تتشدد في كل ما يتعلق بالعلاقات الجنسية تصوّت لصالح ترامب الذي لاحقته الكثير من الفضائح الجنسية؟
لقد كان هذا السؤال محرجا لقادة الكنيسة الإنجيلية قبل أن يجد "جيري فالويل" مدير جامعة "ليبرتي" المحافظة، جوابا لهذا المأزق عندما صرّح للصحافة بأن "أي إنسان يخطئ، وأهم شيء في المعتقد المسيحي هو التسامح"، مما يعني أن الكنيسة سامحت "ترامب" عن أخطائه بعد توبته عنها.
الإنجيليين يجدون ضالتهم في "ترامب" فباتوا يصفونه بأنه "اختيار الرب من أجل الدفاع عن قضيتهم"
فالإنجيليون يريدون رئيسا قادرا على معارضة حق الإجهاض والحد من تدفق المهاجرين، وأن يسنّ قوانين محافظة ويضع أشخاصا بتوجهات محافظة على رأس مؤسسات الدولة، و"ترامب" يمكنه فعله ذلك مقابل أن يضمنوا له دعما انتخابيا يعبُر به نحو ولاية ثانية على رأس الدولة الأقوى في العالم، ليكون التحالف بين الطرفين تحالف مصالح لا تحالفا مبنيا على قناعات دينية.
ويمكن القول إن الإنجيليين وجدوا ضالتهم في "ترامب"، حتى باتوا يصفونه بأنه "اختيار الرب من أجل الدفاع عن قضيتهم"، وخصوصا قضية منع الإجهاض التي تعتبر أم المعارك بالنسبة لهم.
الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل جزء مما يؤمن به الإنجيليون الجدد كوعد من الرب
ترامب وفلسطين.. رئيس يحقق "وعد الرب"
ظهر التوجه الديني للرئيس الأمريكي ومن يقف خلفه وخصوصا نائبه "مايك بنس"، ووزير خارجيته "مايك بومبيو"، فالأخير وصف رئيسه بأنه "اختيار الرب من أجل الدفاع عن إسرائيل"، بل استند الوزير الأمريكي على تشبيه مثير عندما اعتبر أن ترامب هو تكرار لشخصية "إيستر" الموجودة في الكتب الدينية المسيحية واليهودية والتي يقال إنها هي من حمت اليهود من الإبادة.
كما عبّر عدد كبير من قادة الكنيسة الإنجيلية عن ترحيبهم بقرار نقل ترامب سفارة بلاده إلى القدس، وسبب فرح هؤلاء أن هذه القرار يؤكد ما جاء حسب زعمهم في الإنجيل الخاص بهم، الذي يقول إن القدس هي عاصمة لليهود وفقط، وحسب اعتقادهم أيضا ستلعب القدس دورا محوريا في نهاية الزمان.
ويرى هؤلاء أن قرارات ترامب المتعلقة بالقدس، ستساعد إسرائيل على بناء "الهيكل"، والذي حال إتمامه "سيكون إشارة لعودة المسيح إلى الأرض وقيادته العالم نحو الخلاص النهائي"، فلا عجب إذن أن خطاب ترامب الأخير الذي أعلن فيه عما يسمى صفقة القرن كان يضج بالكثير من العبارات الدينية، كاعتبار أن القدس وفلسطين هي أرض الميعاد.

معاداة المسلمين.. من المحافظين الجدد إلى الإنجيليين الجدد

*
 مستشارة ترامب الروحية "تدعو الملائكة" لمساندته

Nov 8, 2020

 قسيسة بولا وايت-كاين، مستشارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للشؤون الروحية، وهي تصلّي وتدعو الله لكي "ينصره على أعدائه".

"عدم تصديقهم وذهولهم"، من أسلوبها ومضمون صلاتها، إذ أنّها دعت "الملائكة" لمساندة ترامب، قائلةً إنّها "تسمع صوت النصر".

تظهر بولا وايت وهي تردّد الصلاة بصوت عالٍ، وبإيقاع متسارع وحازم، مكرّرة: "أسمع صوت هطل المطر، أسمع صوت النصر، أسمع صوت صراخ وغناء، أسمع صوت النصر، النصر، النصر، النصر، النصر، النصر، النصر الآن في زوايا الجنة، الله يقول إنّ الأمر قد تمّ".

كما دعت لحماية ترامب من "المؤامرات الشيطانية" و "الأجندات الشيطانية" و "كل روح شيطانية"، وطلبت من الله أن "يضرب ويضرب ويضرب ويضرب" (وهي تؤدّي بيدها حركة تشبه الجلد).

أضافت بولا وايت أنّ "الملائكة آتية إلينا من أفريقيا ومن أمريكا الجنوبية"، واصفةً الأمر بأنّه "تعزيزات ملائكية"، فيما علا التصفيق حولها.

كان أكثر ما أثار الصدمة في البثّ المباشر الذي شوهد ملايين المرات، استخدام القسيسة الإنجيلية المعروفة عبارات غير مفهومة، وذلك في تقليد يسمّى بـ"النطق بالألسن"، إذ يعتقد من يؤدونه أنّ الروح القدس يحلّ عليهم، ليصبحوا قادرين على التحدّث بلغات قديمة لا يعرفونها.

هذه ليست المرّة الأولى التي تثير فيها طريقة صلاة بولا وايت الذهول، إذ يكفي كتابة اسمها في خانة البحث على موقع يوتيوب، لكي تظهر عدّة تسجيلات قديمة لها، تؤدّي فيها الصلاة بطريقة مماثلة.

وخلال جولات ترامب الانتخابية، كانت ترافقه، وتظهر في عدّة صور بجانبه في البيت الأبيض، مع عدد آخر من القساوسة، وهم يؤدّون ما يعرف بطقس وضع الأيدي، ويعني الصلاة عبر وضع اليد على مسافة قريبة من جسد ورأس الشخص المعني، لمدّه بالطاقة، وتوجيه رأفة الله نحوه.

كانت وايت شخصية مثيرة للجدل منذ صعود نجمها في عالم التبشير التلفزيوني عام 2001، من خلال برنامج أسمته "بولا وايت اليوم".

تنتمي بولا وايت إلى طائفة الانجيليين المتجدّدين، وهي إحدى تيارات المسيحية المواهبيّة أو الكارزماتيّة.

ويؤمن أتباع هذا التيار عموماً بأنّهم يتمتعون بمواهب خارقة منحها لهم الله، وأبرزها النبوءة والقدرة على تحقيق المعجزات، والتحدّث بألسن غريبة.

مع اتساع شهرة وايت وثروتها، اتهمت بالاحتيال والهرطقة، خصوصاً بعد انفصالها عن راندي وايت، وإفلاس "كنيسة من دون جدران" في عام 2008، بعد تحقيق بنفقات عدد من المبشرين الإنجيليين

كما يشكّك كثر بصدق رسالة وايت، بسبب أسلوب حياتها المترف.

فرغم المصاعب التي عانت منها في طفولتها ومراهقتها، ورغم عدم تلقيها لأي دراسة في مجال اللاهوت، أسست كنيستها الخاصة، وحققت نجاحاً في مجال التبشير التلفزيوني الذي يعدّ مصدر ربح وفير بالنسبة لقساوسة كثر في الولايات المتحدة.

لكنّ ذلك لم يوقف وايت التي ولدت في عائلة فقيرة، وتوفي والدها في سنّ صغيرة، وحملت بابنها حين كانت لا تزال في الثامنة عشرة من العمر.

لكن نجاحها الأكبر، جاء في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، حين عيّنها ترامب على رأس "مبادرة البيت الأبيض للإيمان والفرص"، التي انطلقت في عهد جورج بوش.

وغالباً ما تثير العلاقة بينهم وبين ترامب الجدل، لأنّ سلوكه بحسب وسائل الإعلام الأمريكية، لا يتناسب مع القيم الدينية التي يبشرون بها. لكنّ ذلك لا يتعارض مع إيمان الإنجيليين، لأنّهم يعتقدون أنّ الحاكم غير الصالح، يمكن أن "يوظّف قوّته" لصالح الخير.

هكذا، تقاطعت مصالح ترامب مع أجندة بولا وايت وغيرها من المبشرين الذين يؤمنون بضرورة "وضع القدس تحت حكم إسرائيل"، ما يعدّ من الأسباب التي دفعت ترامب إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

ومن أبرز معتقدات الإنجيليين المتجددين، السعي لتحقيق نبوءة "إعادة بناء أورشليم"، كمحطّة ضرورية لعودة المسيح.

من جانب آخر، تقاطعت سياسة ترامب مع أولوياتهم في رفض إقرار قوانين "تحمي الشرور"، وتحديداً في مسألة الإجهاض وزواج المثليين.

*

 رجال الدين الإنجيليين

Jun 3, 2020

الإنجيليون
ترامب يحيط نفسه على الدوام بمجموعة ضيقة من رجال الدين الإنجيليين الذين يمتدحون دعمه إسرائيل ومواقفه المحافظة اجتماعيا ولتعييناته القضائية حيث يرون أنه كانت هناك حملة ضد القيم المسيحية في البلاد بقيادة المحاكم اليسارية. ويرجح تقرير نشرته صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية أن معظم علاقات ترامب الحالية مع القساوسة الإنجيليين قد تطورت فقط عندما فكر في الترشح للرئاسة.

تطورت تلك العلاقة رغم أن ترامب غير متدين واشتهر عنه أنه لا يعرف أي آية من الإنجيل، ولا يتمتع بالقيم الأخلاقية أو الدينية التي يدافع عنها المسيحيون المحافظون، وتناقض شخصيته الكثير من القيم المسيحية، فقد تزوج ثلاث مرات، وكان يمتلك نوادي ليلية، وارتبط اسمه بفضائح واتهامات بالتحرش والإساءات الجنسية، وتوالت عليه الاتهامات والدعاوى القضائية التي تصوره بأن له علاقات خارج نطاق الزواج، وأنه متهم بالتحرش والإساءات الجنسية.

كما يؤمن الإنجيليون بعودة اليهود إلى فلسطين وإقامتهم لدولة هناك، ويضعون نصب أعينهم دعم إسرائيل وتقويض أي حراك داخل المجتمعات العربية والإسلامية قد يمثل تهديدا لها بشكل أو بآخر، ومن ثم زارت وفود منهم السعودية ومصر خلال العامين الماضيين.

حسب تقديرات "موقع أكسيوس" الأميركي يشكل الإنجيليون نحو 25% من الناخبين الأميركيين، ويقدر عددهم بنحو 64 مليون نسمة. وتشمل تسمية الإنجيليين الطوائف المسيحية البروتستانتية التي تميزت عن البروتستانت التقليديين بعدد من المعتقدات، أبرزها إيمانها بمفهوم "الولادة الثانية" أو ولادة الروح.

****

لا يوجد إحصاء دقيق للإنجيليين في الولايات المتحدة، وهو ما قد يرجع إلى تنوع التسميات التي يتخذونها لأنفسهم وإلى تعدد فرقهم وكنائسهم، لكنهم بوجه عام يشكلون أكبر كتلة مسيحية في البلاد، ويليهم الكاثوليك، ثم البروتستانت التقليديون (غير الإنجيليين).

يؤمن كثير من الإنجيليين بأن المسيح سينزل إلى الأرض لينشئ مملكة الله التي ستستمر ألف سنة من السعادة، كما يؤمنون بأن إسرائيل هي العامل المسرع لأحداث نهاية الزمان، ولذلك فإن دعمها يجب أن يكون من ثوابت السياسة الأميركية، كما يشرح ذلك كتاب "الدين والسياسة في أميركا" للمؤلف الدكتور محمد عارف زكاء الله.

*

إحصاءات دينية مثيرة.. أغلبية الأميركيين يرون المسيح أعظم "مخلوقات" الله


وكلمة "إنجيلي" هي الترجمة العربية الشائعة لمصطلح "إيفانجيليكل" (Evangelical)، ويُقصد بها في الولايات المتحدة كل الطوائف المسيحية البروتستانتية التي تميزت عن البروتستانت التقليديين بعدد من المعتقدات، أبرزها إيمانها بمفهوم "الولادة الثانية" أو ولادة الروح، ويُعتقد أنهم يشكلون نحو ربع سكان الولايات المتحدة.

يرجع تاريخ الإنجيليين إلى القرن 18 حين كانت أميركا مجموعة من المستعمرات، لكن هذه الطائفة مرت بتحولات عديدة حتى صارت مشهورة في يومنا هذا بنشاطها السياسي وانخراط كثير من أتباعها في صفوف "اليمين المسيحي" وتقاطعها فكريا وسياسيا مع إسرائيل والحركة الصهيونية.

تفسيرات مسيحية

يتركز الجدل -حول ما إذا كان "يسوع" هو الله- على التفسيرات المسيحية المختلفة للكتاب المقدس، ومن الفروق الدقيقة بين "يسوع التاريخي"، الإنسان المصلوب من الناصرة في القرن الأول، ويسوع المسيح باعتباره جزءًا من 3 أجزاء من الثالوث الأقدس. وتنص العقيدة المسيحية على أن الله إله واحد ، لكنه مكون من 3 شخصيات "أقانيم" أبدية: الآب والابن والروح القدس، كلها تمثل نفس الروح الإلهية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق