Nov 28, 2021
كتابها "موضوع ما بعد الاستعمار: المطالبة بالسياسة والحكم في ظل الحداثة السائلة"، صاغت فيفيان جبري مصطلح "دولي استعماري" لوصف مجالٍ دولي لا يزال مُخترقًا من قبل الإمبريالية.
هي ذاتها المؤسسات التي أعادت إنتاج اللامساواة العالمية. ومع ذلك، كانت هذه النظرة دائمًا تتم مقارنة بما هو دولي؛
عبد الناصر وسيد قطب ليسا خصمين في كل شيء.. هكذا يلتقي الإسلام السياسي مع القومية العربية
في عام في 1952 في مصر، وصل جمال عبد الناصر إلى السلطة إبان انقلاب الضباط الأحرار بدعم من الإخوان المسلمين، ليصبح بطلا قوميا عربيا فيما بعد. بحلول عام 1954، ألغى ناصر جماعة الإخوان وجعل الحركة الإسلامية في خبر كان. تلخص هذه الواقعة كلًّا من وحشية وتناقض العلاقات بين الإسلاموية والقومية العربية.
الأيديولوجيتين السياسيتين الكبيرتين في القرن العشرين.
الإيمان بأن جميع المتحدثين بالعربية يشكلون أمة ويجب أن يكونوا موحدين ومستقلين، وتم استخدام مصطلح الإسلاموية كمرادف للإسلام السياسي؛ أي الأيديولوجية السياسية التي تسعى لإنشاء دولة إسلامية على أساس الشريعة الإسلامية.
ووفقا لكتاب بندكت أندرسون "المجتمعات المتخيلة"، فإن الأيديولوجية القومية تحل محل الدين وهي علمانية بطبيعتها أو تمثل على الأقل تحديا وتركيزا متنافسا للولاء تجاه الهوية أو السلطة الدينية. علاوة على ذلك، يرى بيتر ماندافيل أن هذه الأيديولوجية -التي تساوي بين السيادة والأمة- تتعارض مع المبدأ الإسلامي المحافظ "الحكم لله" الذي يعرّف السيادة كملك وسلطان حصري لله.
القومية العربية والإسلاموية هما في الواقع "وجهان لعملة واحدة"
رفض إعادة النظر في الأيديولوجيات، أي النظر إليها كمجموعات ثابتة وغير متغيرة من الأفكار، إذ سيعترف هذا المقال بأهمية الديناميات التاريخية والسياسية والاجتماعية في تشكيلها. كما يقول ديل إيكلمان: "لا توجد هذه النماذج كأمور يمكن نزعها من السياقات الاجتماعية والثقافية". سيكون هذا العنصر ذا صلة خاصة بمسألة الهوية التي تم تعريفها هنا على أنها بناء اجتماعي بُنِيَ مضمنا وجود "الآخر"، بالمعنى المسند إليه من قِبل عالم الأنثروبولوجيا فريدريك بارث مؤلف كتاب "لا هوية بدون تمييز" الصادر عام 1969. من ناحية أخرى، يسعى هذا المقال إلى عدم إغفال حقيقة أن هذه الأيديولوجيات ليست أمورا فارغة؛ فعلى الرغم من أنها تتغير مع مرور الوقت وتشكلها عوامل غير تابعة لفكر معين، فإنها تمتلك محتوى، ورؤية مفصّلة للعالم بشكل وبآخر، وهي في نهاية المطاف عن قيم وأهداف لا يمكن للمرء اعتبارها غير ذات صلة وأهمية.
هكذا، يتخطى استخدام القوميين العرب للإسلام، فعلى سبيل المثال، تم استخدام النظام الديني كأداة لحشد الدعم المحلي والإقليمي لأجندته الاشتراكية العربية -ولا سيما من خلال جامعة الأزهر- التي تستخدم كوسيلة لإشاعة الشرعية العربية؛ أو كما تذرّع صدام حسين بالدين بشكل متكرر لحشد العرب خلال حرب الخليج عام 1991؛ وهكذا تم استخدام الإسلاموية في حد ذاتها كأداة من قِبل الدولة القومية، وهذا ما حصل في لحظة عودة ظهور الإسلاموية بعد سبعينيات القرن الماضي. في باكستان وجنوب شرق آسيا على سبيل المثال، لم تنشأ الأسلمة كتحدٍّ للدولة فقط، ولكنها في الواقع عززت دول ما بعد الاستعمار -خاصة الباكستانية والماليزية- من خلال تزويدهم بأداة أيديولوجية والتي كانت تنقصهم سابقا. وتجسد مقاربة الدولة القوية التي يتبناها الإسلاميون في الشرق الأوسط الديناميكية العكسية.
نهج المعارضة والنزاع يبدو مغالطة؛ الإسلاموية والقومية العربية ليستا أيديولوجيتين متناقضتين متلازمتين تماما ولا علاقة لهما ببعضهما سوى المعارضة والنزاع.
الإسلام السياسي والعروبة هما شكلان لأمر واحد "وجهان لعملة واحدة" هو أمر آخر بالطبع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق